«مسلم» يؤدي الراب من أجل التمرد على الحالات الاجتماعية الشاذة ومظاهر القهر والظلم في المجتمع، لكنه في الوقت نفسه «رابور» يدعو إلى تخليق الحياة العامة ولا يدعو إلى الفوضى. إنه يقول عن نفسه مفتخرا إن الآباء يطلبون منه أن يوصل، عبر أغانيه، رسائل معينة إلى أبنائهم لأنهم يستمعون إليه أكثر مما يستمعون لوالديهم. انطلاقا من هذه الفلسفة الخاصة في مزج التمرد بالدعوة إلى الأخلاق، يشق «مسلم» طريقه بقوة وسط ميدان تشتد فيه المنافسة يوما بعد آخر. إنه أحد أبرز مغني الراب في المغرب، وكلمات أغانيه دعوة للتأمل في توجه جيل جديد من الشباب. - ما السبب الذي يدفعك لكتابة كلمات أغانيك وتلحينها بنفسك؟ ولماذا لا تتعامل مع كتاب أغان وملحنين في مجال الراب؟ > الراب ما هو إلا إفصاح عن كل ما تحس وتشعر به وتود قوله فلهذا أنا أكتب لنفسي وألحن لنفسي حتى أكون أكثر صدقا مع أغنيتي. - ما الذي تستهدفه أكثر عبر أغانيك؟ > الجمهور هو هدفي، ومصدر إلهامي هو الواقع المغربي، وأنا أكتب عن كل ما لا أحبه، وعما ما يجب تغييره كالبطالة والتهميش والفقر والمخدرات والعنصرية بين الطبقات المتباينة للمجتمع. قد أكون أكثر جرأة في اختياراتي وفي طريقة كتابة الأغنية، وهذا ما يتسبب في جرح البعض وإغضاب الكثيرين، لكن هذا هو «مسلم» وهذا هو طريقي ومبدئي، لم ولن نصمت عن الظلم والقمع والفساد والميوعة التي أصبحت شائعة في مجتمعنا. نحن نحب بلدنا وندعو إلى الإصلاح. - كلمات أغانيك تحمل أيضا تلك النبرة الطنجاوية في التعبير؟ > ذلك شيء طبيعي لأني طنجاوي أبا عن جد. لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى جميع المغاربة لأن جمهوري عريض وموجود في المغرب كله، وهذا ما ألاحظه بجلاء في العروض التي أقيمها في عدد من المدن المغربية، وخصوصا في الدارالبيضاء. أحيانا أدخل مصطلحات عربية على كلمات الأغاني لأن جمهوري خارج المغرب أيضا. - ماذا يمكنك أن تقول عن منافسة الفرق الغنائية الأخرى لك؟ > لا أهتم كثيرا بالمنافسة لأني لست في ساحة قتال، بل أغني حتى أفصح عما بداخلي، وطموحي هو أن أصل إلى قلوب الملايين من الناس وأجعلهم يحسون بأني واحد منهم، وهم أيضا يشكلون جزءا مني. - كيف تم إنشاء فرقتي «زنقة فلو» و«قشلة»؟ > تأسست فرقة «زنقة فلو» في 1998 وأعضاؤها هم «مسلم والعربي». هذه الفرقة هي من أكثر الأشياء التي أعتز بها، لما لها من فضل علي وعلى مسيرتي، وتعتبر السبب المباشر الذي أعطى لمسلم الانطلاقة الصحيحة والقوية. أما فرقة «قشلة» فتضم مجموعة كبيرة من أعضاء «زنقة فلو» ومغنين آخرين فرديين. - هل ما زالت تجمعك علاقة بأعضائها بعد نجاحك في الغناء الفردي؟ > يجمعنا شيء أهم من الشهرة والأضواء والغناء، هو الأخوة والصداقة. الحمد لله لأننا على لقاء دائم في الأستوديو Kachela Records.... - هل ترتاح أكثر في الغناء الفردي أم الجماعي؟ > ليست لدي أي مشكلة في الغناء الفردي أو الجماعي. الغناء الفردي يتيح لي اختيار الموضوع الذي أريده وبالأسلوب الذي أختاره، والغناء الجماعي يستوجب عليك احترام آراء الأغلبية. - هل أنت رياضي؟ > أنا إنسان رياضي، لكني لست مهتما بكرة القدم، بل الجمباز الذي يعد الرياضة التي أرتاح فيها. - من هو المغني العالمي الذي تحلم بأن يجمعك معه عمل مشترك؟ > المغني الذي حلمت بالغناء معه هو توباك شكور Tupac Shakur، لكنه مات للأسف. - ما رأيك في الانتخابات الجماعية الأخيرة؟ > الانتخابات.. (يفكر).. لم ألحظ أي تغيير. كل شيء مجرد وعود، لهذا لا أكترث بالأمر. بالإضافة إلى هذا فإنني لا أميل إلى السياسة وأجدها مملة. - هل من المتوقع أن نرى وجه «مسلم» ذات يوم على اللوائح الانتخابية؟ > لا ليست لدي أي «مطامع سياسية» ولن يحدث ذلك أبدا. - لمن منحت صوتك خلال الانتخابات الجماعية السابقة؟ > أنا لم أقترع يوما. - هل من المحتمل أن ننتظر طرح أغنية خاصة بالانتخابات ضمن أغانيك المقبلة تتحدث فيها مثلا عما يحدث من عمليات شراء الأصوات وإطلاق الوعود الكاذبة؟ > لا أظن أنني سوف أغني عن الانتخابات لأن المسألة لا تستحق كل هذا العناء، لكن بإمكاني أن ألمح لها بجملة أو اثنتين. - يقال إن المغرب يعاني من الأزمة المالية العالمية، فهل لاحظتها في ميدان الغناء، خصوصا الراب؟ > المغرب مرتبط دائما بكلمة «الأزمة»، لهذا تعودنا على هذا الوضع، والناس الذين تعودوا طويلا على الأزمة وتعايشوا معها لا أظن أن الأزمة العالمية «غتخلعهم».