فاجأ خروج وزراء من حكومة عباس ودخول آخرين جل المتابعين للحياة السياسية المغربية. "أخبار اليوم" اتصلت بأكثر من مصدر في الحكومة وخارجها، وحملت لكم بعض التفسيرات للغز التعديل الحكومي لنهار أمس. أكبر الخارجين من حكومة الفاسي هو عبد الواحد الراضي، وزير العدل، الذي طلب، أكثر من مرة، إعفاءه من هذا المنصب. والسبب المباشر لهذا الخروج هو رغبة الكاتب الأول للاتحاد في العودة إلى منصبه القديم: رئيس البرلمان، والابتعاد عن وزارة كلها مشاكل، والألغام فيها ستزداد مع دخول مشروع الإصلاح المتعثر إلى حيز التطبيق. أما الشخص الذي عوض الراضي في هذا المنصب، فيجمع ما بين انتمائه إلى "أسرة العدالة" وقربه من دائرة القرار، فهو محام كان حاضرا في كل المحاكمات السياسية الكبرى منذ 1963 إلى أن تحول إلى محام للقصر، يرافع عن منير الماجدي، الكاتب الخاص للملك، وعن الأميرة للا لطيفة. وقبل ذلك، كان محامي الحسن الثاني ضد "لوموند". الناصري هو "الهاكا" والمقرب من دوائر القرار، سيكون مطالبا "بتشحيم" دواليب القضاء بزيت الإصلاح دون أعطاب كثيرة، وسيكون مطالبا بالتهييء للانتخابات القادمة سنة 2012، والتي تحمل رهانات سياسية كبيرة. أما خروج بنموسى من وزارة الداخلية فكان مرتقبا منذ مدة.. منذ أن اصطدم بفؤاد عالي الهمة، الذي لم يعد يطيقه منذ مدة. عوض بنموسى دخل الطيب الشرقاوي، رجل القصر في وزارة العدل... عن هذا الدخول يقول مصدر مطلع: "منذ خروج الهمة من وزارة الداخلية، صارت الإدارة الترابية برأسين "بنموسى وحصار"، وعوض توزيع مهام الأمن والتنمية والإدارة بينهما، صارا يتنافسان على نفس الاختصاصات... الآن الطيب الشرقاوي، الخبير في القانون والقضاء والقريب من القصر، ربما ينهي هذه الازدواجية، ويمسك الوزارة بيد من حديد، خاصة وأن بنموسى كان شبه جاهل بالقوانين، وقد ساهم في أكثر من ورطة للدولة نتيجة هذا الجهل (إغلاق جريدة "أخبار اليوم" بدون سند قانوني، وطرد أميناتو حيدر بدون سند قانوني كذلك...). مفاجأة التعديل الجديد هي دخول إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي للاتحاد، إلى حكومة عباس، بعد أن كان من أشد المطالبين بالخروج من قفص الحكومة، وكان يلعب على وتر حساس لدى الدولة، وهو التقارب مع الإسلاميين... الآن كيف ستكون علاقة المحامي لشكر، صاحب اللسان السليط، وهو في الحكومة مع الإسلاميين وهم في المعارضة؟ إنها ضربة معلم، يقول مصدر مطلع، فمن جهة، سيتم إسكات صوت مزعج للراضي واليازغي وجماعة الوزراء، ومن جهة أخرى إنهاء الغزل ما بين الاتحاديين وإسلاميي «PJD». بقي السؤال معلقا حول ظروف وملابسات خروج الوزير الشاب محمد بوسعيد من وزارة السياحة. البعض يقول إنه أخفق في تحقيق رهان 2010 بجلب 10 ملايين سائح، والبعض يقول إن هناك أسبابا أخرى مازالت مجهولة. سعد العلمي كان في عداد الأسماء التي كانت ستغادر الحكومة، لكن تشبث عباس الفاسي به جعله ينتقل إلى وزارة تحديث العلاقات، فيما عبو، الذي لم يجد من يدافع عنه لأن المنصوري مكسور الجناح، خرج من الحكومة بلا أمل في العودة...