تتميز مدينة أيت ملول بأقواسها التي تمتد لمئات الأمتار عبر أهم شوارع المدينة انطلاقا من شارع العيون شمالا عبر شارع محمد الخامس و شارع الحسن الثاني في اتجاه الجنوب، فهذه الأقواس التي ظلت قائمة منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي جاءت نتيجة للسياسة التي انتهجتها الدولة في ما عرف بتزيين الواجهات الرئيسية للمدن، فكان نصيب مدينة أيت ملول هو تلك الأقواس التي تخفي وراءها خليطا من المباني العشوائية بكل من حي أسايس شمالا و حي العرب جنوبا و التي شببهها أحد الظرفاء ب"العكر فوق الخنونة" في تعبير عن الحالة الحقيقية للمدينة من الداخل واعتبار تلك الأقواس ليست إلا نوعا من التمويه استعملته الدولة لإخفاء الحالة الحقيقية للمدينة و التي تخفي مبان و أزقة تطبعها العشوائية. إن أقواس أيت ملول اليوم أصبحت خطرا يهدد أرواح وسلامة المواطنين في كل لحظة وذلك بعد ظهور تصدعات و شقوق عدة على مستوى أسقفا و أعمدتها بل أن بعض أجزائها تساقط فعلا بفعل عامل الزمن وظهرت قضبانه الحديدية الصدئة و المتآكلة حتى سارت عبئا على المحلات التجارية المنضوية تحتها و التي يعاني أصحابها الويلات خاصة في فترة الأمطار و التي تحول أسقف هذه الأقواس إلى شلالات من المياه المنهمرة مسببة في تلف السلع و منع الزبناء من التبضع مما ينعكس سلبا على مردوديتهم التجارية. و في استقراء لأراء بعض التجار في الحالة التي أصبحت عليها الاقواس المشكلة لواجهة محلاتهم عبر لنا غالبية التجار عن استيائهم من الوضع الذي آلت إليه هذه الاقواس بفعل الإهمال الذي طالها والمتمثل في غياب أي نوع من الترميم أو الصيانة محملين في نفس الوقت المسؤولية للمجلس البلدي باعتباره المسؤول الأول على سلامة المواطنين من خطر سقوط تلك الأقواس وما قد ينجم عنه من خطر على أرواح المارة، لاقدر الله، بل هناك أصوات تنادي بإزالة تلك الواجهة بصفة نهائية باعتبارها لم تعد تصلح كمظهر من مظاهر التزيين لأن مثل هذا النمط من الواجهات لم يعد له وجود إلا في مداخل القرى والمداشر النائية. محمد الحمروضي