في جو مفعم بالإيجابية والانطلاق وبالإبداع والتجديد، جرت عشية يومه السبت 6 أبريل 2013 فعاليات تيدإكس جامعة ابن زهر بنادي الفلاح بأكادير. ملتقى الأفكار تيدإكس جامعة ابن زهر، الموقع من طرف نخبة من طلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير، حضره جمهور من الطلبة المهتمين والجمعويين الفاعلين وعرف مشاركة عشرة متدخلين طرحوا أفكارهم المتنورة ومشاريعهم النموذجية وحالاتهم الإبداعية المتميزة. تيدإكس جامعة ابن زهر اختار شعارا محفزا هو “اجرؤوا على التغيير“، وعكس منظموه هذه الجرأة باختيارهم -ولأول مرة- إقامة تيدإكس جامعي خارج أسوار الجامعة وذلك للانفتاح أكثر على فئات مختلفة من المجتمع. الملتقى استهل فقراته بعرض المبرمج المراكشي فيصل باكي حول مشروعه “سلام تيك“ للسلامة الطرقية، وتتلخص فكرة هذا المشروع في تطبيق خاص بالهواتف الذكية يعمل على قياس حدة الاصطدام خلال وقوع حادثة سير وتحديد إحداثيات مكان وقوعها وإرسال القياسات، في حال خطورة الحادثة، لمصالح الإسعاف لتسريع عملية الإنقاذ وتحسينها. فيصل باكي، الملقب بعلبة الأفكار، أقر بأن تطبيقه “سلام تيك“ جلب له اعتراف مؤسسات إعلاميات مرموقة كمؤسسة إنتل الأمريكية وأنه الآن في مرحلة تجريب التطبيق قبل تسويقه بأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. بعد المبرمج الخلاق، كان الدور لأصغر متدخلة بتيدإكس جامعة ابن زهر شيماء بناني ذات 13 سنة لتطرح فكرة مشروعها لإنشاء مؤسسة للطب البديل واستغلال ما تزخر به بلادنا من خيرات في مجال النباتات والأعشاب الطبية. شيماء بناني، وبالرغم من حداثة سنها 13 سنة فقط، شدت الانتباه بحماستها وبعد نظرها وتفاؤلها بغد واعد. تيدإكس جامعة ابن زهر كان أيضا مسرحا للتعرف على تجارب فنية نموذجية كتجربة المخرج الهاوي مصطفى فكاك وسلسلته المعروضة على الانترنيت “هرمز“ والتي استطاعت بقصتها الغرائبية وحبكتها الجيدة وتقنيات تصويرها وإخراجها الخاصة أن تحوز إعجاب العديد من المبحرين المغاربة على الانترنيت. تدخل مصطفى فكاك كان مناسبة له لحث الشباب على العمل المتواصل والمرور من مرحلة التخطيط إلى مرحلة الفعل، وكنصيحة عملية لمواجهة الصعوبات وكسب التحديات، قدم مصطفى فكاك للحضور معادلته الشخصية للنجاح والتي اختصرها في جملة واحدة “خدم بالنهار وأبدع بالليل“. تيدإكس جامعة ابن زهر شهد لحظات ألق خاصة كمداخلة علي حيان حول تجربته في تسيير جمعية للصم والبكم، حيث دعا إلى تغيير نظرتنا إلى الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وبناء جسور التواصل مع هذه الفئة المنسية من المجتمع. وفي خطوة غير مسبوقة، أشرك علي حيان الطفل سعيد مزول الأصم والأبكم في عرضه ليعبر هذا الأخير، عبر لغة الإشارات، عن مطالب أساسية للصم والبكم كمطلب متابعة الدراسة ومطلب العمل ومطلب الحياة الكريمة والمندمجة. آخر المشاركين في تيدإكس جامعة ابن زهر كان استثنائيا بكل المقاييس أنس يقين ذي ال25 سنة، شاب من مدينة الدارالبيضاء اختار القيام برحلة عبر ربوع البلاد مشيا على الأقدام. وتزامن يوم اجراء تيدإكس مع وصوله الى مدينة أكادير قادما من مدينة الداخلة في مرحلة أولى دامت أزيد من 4 أشهر من التجوال والمشي، هذه الرحلة التي تعادل بحسب أنس يقين 40 عاما في حياة الإنسان العادية. أنس يقين، الذي تتعايش داخله حماسة الشباب وحكمة الشيوخ، تقاسم مع الحضور تجربته المتفردة ودعا الشباب المغربي إلى الإيمان بقدراتهم والوثوق بأنفسهم والاستثمار فيما يحبونه لا فيما يحبه الآخرون لهم. وفي ذروة تفاعل الحاضرين مع أنس يقين اقترح ثلة من الطلبة مصاحبته في مسيرته بأكادير في خطوة تذكرنا برحلة شخصية سينمائية مميزة هي شخصية فوريست كامب البريئة الخصال والمؤمنة بالنضال من أجل التغيير. محمد بوحسوس