هناك مثل إنجليزي شهير يقول أن: أكبر ديانة في العالم هي المال ! فعبر التاريخ قدمت البشرية شهداء وجرحى ومعتقلين يعدون بالآلاف والملايين في سبيل هذه الديانة، فمن صفات معتنقها قدرته العجيبة على دوس أي ديانة سماوية كانت أو وثنية أو التزام سياسي أو أخلاقي وأن يقلب الفيستة بين ليلة وضحاها ويركب مركب النضال مع الراكبين حتى يحسب عند الناس مناضلا. حديثي هذا وإن بدا عامَّا ويليق إلباسه للكثيرين، إلا أنه موجه بشكل خاص إلى عينة محددة تستحق دراسة سيكولوجية دقيقة، مناضل آخر فرصة ، أو هكذا يحب البعض تسميته، فقصته أسالت مدادا كثيرا في الصحف الوطنية، أنظر عمود رشيد نيني للثلاثاء 10 شتنبر 2013، ولم تجد لها ردا أو جوابا شافيا لحد الساعة، كوجه من أوجه النفاق السياسي ببلادنا والحامل لشعار السهر على مصالح المواطنين في العلن من خلال قناع يخفي تحته وجها سمته الانتهازية والوصولية والمصالح الشخصية. هذه العينة أو -المناضل- يحسب له تقمصه لدوره بشكل جيد وحديثه الواثق دون عقد، على الأقل لحد الآن، رغم أني شخصيا، أحس بالغثيان كلما رمقت عيناي منشورا له على الفايسبوك وهو يُحلّل من خلاله موقفا سياسيا أو يندد بإجراء قام به خصوم حزبه -الجديد- فتراه مدافعا شرسا بشكل لا يناسب التحاقه صدفة بمنصبه وحزبه. ولإماطة مزيد من الضبابية عن وجه هذه الشخصية فيجب الإشارة أنه رجل خطا أولى خطواته السياسية مع حزب الأصالة والمعاصرة بمدينة أيت ملول حتى انتهى به المقام بشكل دراماتيكي ومفاجئ مسؤولا داخل مكتب وزير في حزب نقيض، مرة واحدة…اللهم لاحسد. فأن تكون من مؤسسي الحزب محليا ومن المدافعين عن توجهاته وطنيا وأن تساهم بحماس في النقاش خلال الاجتماعات السرية المؤسسة لفرع أيت ملول سنة 2009، وتنتقل دون سابق إنذار إلى حزب آخر يعتبر حزبك حزبا لقيطا، فهذا إن كان يدل عن شيء فهو يدل على أبشع صور الوصولية والانتهازية، خاصة إذا علمنا أن سبب التحاق صاحبنا يعود إلى –صفقة سرية- فيها من الأخذ والعطاء ولغة السوق والتجارة وأرقام المصالح الشخصية أكثر مما فيها من السهر على الصالح العام. ففي سنة 2009 ساهم صاحبنا في تأسيس المكتب المحلي لحزب الأصالة والمعاصرة بأيت ملول وعقد العزم على أخد زمام القيادة في وقت كان الحزب يغري المتسلقين محبي الطرق القصيرة، قبل أن تقع المفاجأة الكبرى والتي فاجأت الكثيرين من أصدقائه ورفاقه بالحزب، حين اختار الشروع في وضع خطة الانسحاب السلس والتي ابتدأت بانقطاعه عن اجتماعات الحزب وحضوره المتقطع وخفوت حماسته الأولى، بل الأكثر من ذلك فصاحبنا اختار بعدها دخول مقر الحزب ليلا متخفيا في جلباب أسود ووشاح يغطي وجهه بالكامل، في مشهد هزلي يذكرنا بهروب قادة اعتصام رابعة العدوية بلباسهم النسوي –النقاب. السيد المسؤول اليوم بوزارة الشوباني، وكما يعلم الجميع، لم يعد سرا أنه نال منصبه عن طريق وساطة كانت زوجته بطلها، فهذا يكفي لتفسير –قلبه للفيستة- فشتان بين شظف العيش كأستاذ بسيط بثانوية بالجنوب المغربي الحار والجاف، وبين التربع على كرسي المسؤولية ورغد العيش وربطة العنق، هناك في العاصمة حيث مكيفات الهواء وامتيازات المنصب الجديد، الله ينجِّيكْ مْنْ المْشْتَاقْ إِيلَا دَاقْ.