وجه المعلق الرياضي الجزائري البارز، في قنوات «بي أن سبورت» (الجزيرة الرياضية سابقا)، رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، عقب الإعلان الرسمي لترشح هذا الأخير لفترة رئاسية رابعة، أحدثت ضجة كبيرة في الجزائر، لما حملته من معارضة صارمة لهذا القرار، وطلب إعفاء غير مسبوق من قائمة المواطنين الذين سوف يحكمهم الرئيس بوتفليقة بعد هذا القرار. وكتب دراجي يوم الأحد، في رسالته التي نشرتها العديد من المواقع الإخبارية في الجزائر: سيدي الرئيس .. مباشرة بعد اعلانك بالوكالة عن ترشحك لعهدة رابعة ٌدون أن نسمعك أو نشاهدك قررتُ أنا المواطن البسيط أن أكتب لك هذه الرسالة أو بالأحرى أكتبها للتاريخ لأنني أدرك بأنك لم تعد تقرأ الرسائل ولا حتى يمكنك أن تستلمها بسبب الحصار المفروض عليك من طرف المحيطين بك، و أعرف أنك لم تعد تطالع الصحف أو تشاهد القنوات التلفزيونية أو تعرف ما يحدث لشعبك و بلدك من تخويف وتخوين وتراجع وتشاؤم!! قررت أن أكتب للناس تصوري وتوقعي لما سيحدث بعد اعلانك ترشحك ، لكن مع فارق بسيط بين رسالتي التي ستتسم بالوضوح ورسائلك التي فيها من الغموض ما يطغى، قررت أن أقول لك ماذا سيحدث بعد ترشحك ونيلك العهدة الرابعة رغما عنا جميعا لتبقى رئيسا للجزائر والجزائريين في وقت أنت فيه أحوج ما تكون للراحة و نحن بحاجة فيه إلى نفس جديد ينقلنا إلى عهد جديد نؤسس فيه لدولة جديدة تحكمها المؤسسات لا العصابات من أصحاب المصالح والريع. سيدي الرئيس ...بعد قرارك الترشح عن طريق معالي الوزير الأول استجابة لدعوات سعيداني وعمار غول وشلبية محجوبي وكل المطبلين والانتهازيين دون أن نسمع لك حس أو نشاهدك تقف وتمشي، تأكدنا رسميا بأنك لم تعد قادرا على الحركة والكلام ولا تتوفر فيك كل شروط الترشح التي ينص عليها الدستور ومع ذلك فإنك لم تحترم القانون ، ولم تحترم شعبك الذي حكمته طيلة خمسة عشر عاما وفعلت به ما لم يفعله من سبقوك دون أن يدري بسبب ثقته المفرطة فيك، وتصر على البقاء مسلطا على رقابنا رغم ظروفك الصحية ورغم خياراتك الخاطئة". سيدي الرئيس ...أتوقع أن ينسحب المنافسون بعد أيام إدراكا منهم بأن الأمر سيكون محسوما بعد الدور الأول من الانتخابات بالأغلبية كما حدث في المرات السابقة، بنسبة مشاركة ستكون الأضعف في التاريخ لأن الشعب قدم استقالته، و مع ذلك ستعلن مصالح الدولة ممثلة في وزارة الداخلية نسبة مشاركة تفوق الستين بالمائة في سيناريو يجعل الجزائر تعيش مهزلة سياسية كبيرة، تنتخب بالأغلبية الساحقة رئيسا يتواصل مع شعبه عبر الرسائل المشفرة ولا يمكنه الإعلان عن ترشحه ومخاطبة شعبه ولن يقدر على تنشيط حملته الانتخابية، وقد لا نشاهده على شاشة التلفزيون وهو يدلي بصوته يوم الاقتراع في سابقة لا مثيل لها ، وقد لا يخرج إلينا بعد انتخابه ليشكر شعبه الكريم على ثقته الكبيرة، ويحكمنا بعد ذلك من إقامته الرئاسية في زرالدة ويترك لمحيطه دولة الجزائر ليحكموها ويسيروها بالوكالة دون وجه حق. هل يرضيك أن يستمر بعد حُكمك الرابع مسلسل الانتقام من كل الذين كانوا ضد عهدتك الرابعة مثلما حدث بعد انتخابات 2004 مع بن فليس و الجنرال العماري؟ ومثلما يحدث الآن مع كل من يختلف مع حاشيتك حتى وصل الضرب إلى العسكر بقوتهم وجبروتهم واخلاصهم ووفائهم ؟ هل يرضيك بأن تُمس المؤسسة العسكرية ورجالها الذين وقفوا معك منذ 99 و ساهموا في حماية الجمهورية منذ 1962 ؟ وهل يرضيك أن تبقى الجزائر رهينة بين أيديكم والمحيطين بكم" ؟ أنك لم تفِ بوعدك الذي قطعته منذ ثلاث سنوات عندما قلت لنا "طاب جناني"، وعندها لن يتجاوز عمر الاستقرار أشهرا قليلة فقط لأن منافسيك لن يسكتوا عن التزوير، والموالين لك لن يتوقفوا عن النهب والابتزاز، ولن يكون بإمكانك تقديم تنازلات أخرى للشعب لشراء السلم الاجتماعي بعدما أن يتم توزيع كل السكنات وتطبيق كل الزيادات في الرواتب و تجسيد كل التسهيلات الادارية والاجتماعية لأبناء شعبنا الذين سيكتشفون خديعة أخرى تحت عنوان الأمن والاستقرار والاستمرارية. أنا العبد الضعيف والمواطن الشريف وغيري من الجزائريين الذين يحلمون بالعودة الى وطنهم يوما ليتنفسوا هوائه الذي حرموا منه من طرف المحيطين بك، عودتنا أيضا ستتأجل إلى إشعار آخر وغيابنا سيستمر بعد قرارك الترشح والاستمرار في موقعك لأننا لن نقبل التحالف مع الرداءة ، ولن نسكت عن محاولات تحطيم ما بنيناه بعرقنا ودمائنا على مدى التاريخ، ولن ندخل بيت الطاعة الذي يعرضه علينا محيطك بكل الإغراءات والمزايا لأنك لايمكنك أن تشتري كل الرجال. عهدتك الرابعة ستضطرني أن أطلب منك مُجبرا لا مُخيرا أن تعفيني من قائمة المواطنين الذين ستحكمهم لأني لن أرضى لوطني أن يستمر تحت السلطة المطلقة والفساد المستفحل ولن أرضى سوى برئيس فعلي وحقيقي قادر على تحمل مسؤولياته أمام الله و أمام الشعب، و يدير مؤسسات قوية تخضع لقوانين الجمهورية وليس لأهواء شخصية. لقد كنت أتمنى أن تقرر البقاء في بيتك لترتاح وتريحنا، وتربح احترامي وتقديري و وقوفي معك ضد كل من يسيء لك أو يذكرك بسوء، وعندها كنت ستدخل التاريخ لأنك فضلت مصلحة شعبك ووطنك على نفسك ووفيت بعهدك ووعدك بأن تترك مكتانك لغيرك .. ولكن هيهات ". وكان حفيظ دراجي مواظبا على كتابة مقال أسبوعي في الشأن الجزائري، بموقع "تي أس أ" الإخباري، رفقة ثلة من الكتاب الآخرين، حيث كان طوال تلك الفترة متزنا ومعتدلا في طرحه، من دون أن يظهر دعما أو مساندة لبوتفليقة، غير أن الاعلان الرسمي عن ترشيح بوتفيلقة لفترة رابعة، يبدو أنها كانت القطرة التي أفاضت الكأس، ودفعت بدراجي إلى حرق كل مراكبه بهذه الرسالة، ويعلن رفضه المطلق استمرار بوتفليقة في الحكم، ولو كان الثمن كما قال هو عدم العودة إلى أرض الوطن.