رشح حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة، وقال الحزب إن بوتفليقة البالغ من العمر 76 عاما هو مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في العام المقبل. وجاء في بيان أصدره الحزب يوم السبت "إن اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني قررت ترشيح زعيم الحزب عبدالعزيز بوتفليقه ليكون مرشح جبهة التحرير الوطني في الانتخابات الرئاسية المقبلة." واستباقا للانتقادات التي ستطال هذا الترشيح قال الأمين العام للحزب عمار سعداني إن مرض الرئيس لا يمكن أن يحول دون ترشحه ما دام "الدستور يسمح لرئيس دولتنا بالترشح لولاية رابعة". وذكر سعداني أن الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت "حكم أمريكا وهو مصاب بالشلل لأربع ولايات"، ومات قبل أن تتم ولايته الرابعة في 1945. متاعب هذا الترشيح المثير للجدل بدأت قبل انعقاد اللجنة المركزية للحزب حيث أعلن أعضاء من القيادة السابقة لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر أنهم سيقاطعون أعمال اجتماع اللجنة المركزية للحزب المقرر السبت لاختيار أعضاء المكتب السياسي، ولتجديد الإعلان عن دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة. وقال منسق الحزب السابق عبد الرحمن بلعياط إن «ما سيجري غدا(السبت) ليس له أي أساس قانوني، وإن اجتماع اللجنة المركزية ليوم 29 غشت الذي انتخب فيه عمار سعداني أمينا عاما للحزب باطل وكل ما ينتج عنه باطل». ومن جهته اعتبر القيادي في الحزب عبد الكريم عبادة أن "سعداني يستخدم اسم الرئيس (عبد العزيز بوتفليقة) وترشيحه لولاية رئاسية رابعة في أبريل 2014 من أجل السطو على الحزب بالغش والتزوير". ولم يعلن بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999 موقفه من الانتخابات الرئاسية إلا أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير ومعه الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديموقراطي ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح وكذلك رئيس حزب أمل الجزائر ووزير النقل عمار غول ورئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية ووزير الصناعة عمارة بن يونس وآخرون أعلنوا دعمهم لولاية رابعة لبوتفليقة. وبالنسبة لمعارضي سعداني فإن الإعلان عن دعم ترشح بوتفليقة الذي لم يشف تماما من الجلطة الدماغية التي أصيب بها في أبريل الماضي، يعد «سابقا لأوانه» بما أن الرئيس لم يعلن ترشحه، وقال «عندما يقرر الرئيس الترشح نناقش الأمر في اللجنة المركزية ونعلن موقفنا كما فعلنا في المرات السابقة». بعض الأحزاب السياسية المعارضة انزعجت من إعلان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة. وقال فوزي ربيعي رئيس حزب "عهد 54″ المعارض إن فترات رئاسة بوتفليقة تميزت كلها بالفساد والرشوة، داعيا الرئيس إلى الكشف عن طبيعة المرض المصاب به. لجزائرية, خصوصا وأنه يحكم البلاد رغم متاعبه الصحية منذ 1999. ومنذ دخوله المستشفى العسكري في باريس أول مرة في 2005 للعلاج من قرحة في المعدة، أصبح اختفاؤه يثير التساؤلات ويتسبب في انتشار شائعات حول وفاته، كما حدث له عند نقله للعلاج في المرة الاخيرة في ابريل 2013 بسبب جلطة دماغية ابعدته عن الجزائر ثلاثة أشهر، وعاد إلى الجزائر على كرسي متحرك ليخضع لفترة نقاهة لم يخرج منها إلى اليوم, رغم ظهوره على التلفزيون من حين لاخر لاستقبال بعض زائريه. ظهوره الابرز كان في 29 شتنبر عندما ترأس أول اجتماع لمجلس الوزراء خلال سنة 2013، وحطم بوتفليقة الرقم القياسي في رئاسة البلاد باكثر من 14 سنة بينما كان الرئيس هواري بومدين قضى 13 سنة في رئاسة وصل اليها بانقلاب عسكري وما كان ليتركها لولا أن غيبه الموت. عبد الكبير اخشيشن