مليار و500 مليون سنتيم هو حجم الميزانية التي خصصتها مؤسسة “روح فاس” لإحياء فعاليات الدورة الثامنة عشرة من مهرجان الموسيقى العالمية العريقة المنظمة من 8 إلى 16 يونيو القادم بالعاصمة العلمية تحت شعار “تجليات الكون : احتفاء بعمر الخيام”. الرقم أعلن عنه عشية أول أمس الخميس بأحد نوادي الدارالبيضاء فوزي الصقلي المدير العام للمؤسسة والملتقى، وذلك في ندوة صحافية لم يغب عنها محمد القباج رئيس “روح فاس”. الندوة كانت الأخيرة في سلسلة الندوات التي عقدها مسؤولا المهرجان بعدد من المدن المغربية. وعرفت عرضا تفصيليا للصقلي قدم فيه البرنامج الذي بدا غنيا بأسماء غنائية ذات صيت عالمي في ميدان الموسيقى الروحية مثل موختيار علي من الهند وحاييم لوك اليهودي المغربي المقيم بأمريكا وسنام مارفي من باكستان ووديع الصافي ولطفي بوشناق وروثيو ماركيث وجو بيز وأسماء أخرى. الصقلي استعرض إلى جانب أسماء المغنين والفرق المشاركة في إحياء سهرات المهرجان سواء المؤدى عنها أو تلك المجانية الموسومة بليالي المدينة، عناوين الثيمات التي ستتمحور حولها أشغال المنتدى من قبيل “الشاعر والمدينة”، أزمة مالية أم أزمة حضارية”، “المقاولة والقيم الروحية” ثم “بعد الربيع العربي أي مستقبل؟” وهو الموضوع الذي رأى المدير العام للمهرجان أن المنظمين لا يرون أي غضاضة في فتح النقاش حوله بكل جرأة كما فعلوا السنة الفارطة، مشيرا إلى أن المنتدى استطاع أن يراكم إلى حد الآن عشرة كتب صدرت عن دور نشر أساسية مثل “ألبان ميشيل” و”لو روشي” و”لاديفيرونس” الفرنسية. القباج في كلمته عبر عن امتنان المهرجان للصحافة طيلة عشرين عاما معتبرا أن الإعلام ساهم في موضعة مهرجان الموسيقى العريقة ضمن خارطة المهرجانات الدولية. وبيّن في تدخله المقتضب كيف أن 60 في المائة الآن من جمهور المهرجان هم من الأجانب ما يعني أن المهرجان أدرك أحد أهم أهدافه المتمثلة في جعل حاضرة فاس وجهة سياحية يتم إنعاشها عن طريق ما يسمى بالسياحة الثقافية. لغة الأرقام كانت لها دلالتها في الندوة. فإلى جانب حجم الميزانية المرصودة لدورة هذا العام والنسبة المائوية للجمهور الأجنبي احتل الفنانون المغاربة المشاركون في “ليالي المدينة”، وهي العروض المقامة في الفضاءات العمومية، نسبة 50 في المائة، أما حضورهم في “الليالي الصوفية” فقد تجاوز 70 في المائة. وفي إشارة إلىالأماكن المهيئة لإحياء السهرات والعروض الموسيقية قال الصقلي أن المهرجان حاول ربطها بالفضاءات التاريخية مثل ساحة باب الجلود التي كلفت تهيئتها قيمة مالية قُدرت بمليوني دولار. وفي رده على سؤال مفاده نخبوية المهرجان واستهدافه لطبقة اجتماعية وإقصائه لأخرى أكد الصقلي أن من مرامي مهرجان فاس للموسيقى العريقة الرقي بالأذواق لذلك جعل “ليالي المدينة” فضاء مفتوحا في وجه العموم، مشيرا إلى أنه ضد تضمين الثقافة نزعة شعبوية.