لم تقو السوق الوطنية للسيارات وهي تجتاز الربع الأول من العام الجاري، على مجاراة نفس الإيقاع الذي عزفت عليه مبيعاتها خلال نفس الفترة من العام الماضي. فعددها المسوق إلى حدود متم شهر مارس الأخير توقف عند رقم 24310 وحدة، ليؤشر بذلك على حدوث تقلص في المستوى الاجمالي لمبيعات السيارات بحصة 10,5 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الفارط.واقع رصدته الإحصائيات الأخيرة لجمعية مستوردي السيارات بعدما حددت نسبة الإنخفاض الذي عرفته وحدات السيارات النفعية خلال هذه الفترة في أزيد من 24 في المائة، مقابل تراجع نسبته 8 في المائة بالنسبة لصنف السيارات السياحية، وهو الأمر الذي ترتب عنه تقلص مبيعات هذه الأخيرة إلى 21051 وحدة تزامنا مع انخفاض حجم تسويق السيارات النفعية إلى حدود 3259 وحدة. سيارات "رونو"، "داسيا"، "بوجو" التي احتلت المراتب الثلاثة الأولى في تصنيف المبيعات خلال الربع الأول من العام الجاري، بحصة من السوق تزيد عن 42 في المائة، لم تسلم من تداعيات التراجع الذي هم معظم أنواع السيارات، حيث حددته إحصائيات جمعية مستوردي السيارات في 4,7 بالنسبة ل "رونو" و 9,2 في المئة ل "داسيا"، مقابل 17,6 في المئة بالنسبة لسيارة "بوجو"، وذلك على الرغم من تمكنها خلال هذه الفترة من تصريف ما مجموعه 10500 وحدة، أي ما يزيد عن ثلث العدد الإجمالي لمبيعات السوق خلال هذه الفترة. مسؤول بإحدى شركات تسويق السيارات علل أسباب هذا التراجع بصعوبة ولوج الزبناء إلى التمويل البنكي المرتبط باقتناء السيارات، حيث اعتبر أن الإجراءات الاحترازية التي أضحت تعتمدها الأبناك في إطار مساعيها الهادفة لتفادي مخاطر قروض الاستهلاك، أسهمت بشكل كبير في تناقص عدد ملفات شراء السيارات خلال الآونة الأخيرة. "لحدود الساعة، لا توجد ضمانات تنذر بتحسن المبيعات في الشهور المقبلة، ففي نظري يبدو أن حجم تسويقها خلال هذا العام لن يصل إلى مستواه الذي تحقق خلال العامين الماضيين" يقول المصدر ذاته قبل أن يضيف بأن تخفيضات الأسعار التي يلجأ إليها مسوقو السيارات من حين إلى آخر بهدف تحفيز الأسر على شراء وحداتها، لن تعطي مفعولها في حالة استمرار توجه الأبناك إلى فرض مزيد من القيود على الزبناء الراغبين في الحصول على قروض لتمويل عملية الشراء. وباستثناء سيارة سوزوكي التي حققت خلال الربع الأول من العام الجاري نموا بأزيد من 84 في المائة تمكنت على إثره من تسويق 617 وحدة، فإن باقي أنواع السيارات لم يحالفها نفس الحظ بعدما سجلت مبيعاتها تراجعات غير هينة من قبيل "فياط" التي فقدت أزيد من 36 في المئة، و"كيا" التي تراجع مستوى تسويق وحداتها بأزيد من 31 في المائة، مقابل انخفاض بحوالي 30 في المائة بالنسبة لسيارة "طويوطا" اليابانية الصنع. وبلغت مبيعات السيارات الخاصة بشهر مارس الماضي حدود 8552 وحدة، متراجعة بذلك عن مستواها المسجل خلال نفس شهر العام الماضى بأزيد من 7 في المائة. مبيعات توزعت بين 7527 سيارة سياحية و 1025 وحدة نفعية، شكلت مستويات تسويقهما تراجعا بلغ على التوالي 4 و 24 في المائة. شركة "داسيا" التي احتلت المرتبة الأولى في تصنيف المبيعات خلال الشهر الماضي، تمكنت من تسويق 1439 سيارة، متقدمة على سيارة "رونو" التي بيعت منها 1415 وحدة، نظير 844 سيارة بالنسبة ل "بوجو" التي جاءت في المركز الثالث. إحصائيات جمعية مستوردي السيارات، أشارت إلى أن مبيعات هذه السيارات حققت تراجعا بحصص تراوحت بين 1,5 "في المئة بالنسبة ل "رونو" و حوالي 5 في المائة لسيارة "بوجو.