أزبال تطوان المتزايدة في ظل عجز الجماعة عن جمعها، قد لا تستمر على هذا الحال حتى بداية الصيف، هذا ما يتمناه السكان والمتتبعون للشأن العام المحلي، «إذا استمر الحال على ما هو عليه حتى الصيف ستكون الكارثة» يقول رئيس اتحاد للملاك بحي المحنش الأول وهو يشير لكميات الأزبال متناثرة دون جمع، «كتبقى هكذا يومين وثلاث أيام متتابعة، الحمد لله باقية البرودة في الصيف سيكون الأمر صعب» يضيف المتحدث. الأمر هنا لا يتعلق بإضراب بل بعملية جمع بطيئة تقوم بها الجماعة «نيابة» عن شركة تيكميد «المنتهية صلاحيتها» كما يعلق البعض، أي منذ فسخ العقد معها بداية السنة الجارية. التنافس على جمع أزبال المدينة يدخل مراحله الأخيرة، بعد أشهر من المشاورات والإنتظار، لم يكن الإقبال كبيرا على العرض المقدم من طرف الجماعة والولاية، ملف يدار برأسين الجماعة ووالي تطوان، ولكل طرف وجهة نظره في الموضوع لكن السياق واحد «شركة قادرة على تنظيف المدينة صيفا وشتاء». العروض المتقدمة لم تكن مرضية في البداية، السرية الكاملة التي أدير بها الملف جعل شؤونه تتداول بين أروقة الولاية فقط. منذ الوهلة الأولى كان والي تطوان مصرا على أن يدار المرفق بأكثر من شركة، شركتان أو أربعة حتى يوزعون فيما بينهم المدينة لجزأين «المنظري والأزهر» وكل مجموعة تقوم بتنظيف جزء منها وفق كناش تحملات مضبوط. التجربة المريرة مع شركة «تيكميد» جعلت الجماعة ترفض «أن يلدغ المؤمن من الجحر مرتين» شعار يردده بعض مسؤوليها كلما حانت فترة فتح الأظرفة، هاته الأخيرة التي بدأت لجنة تقنية فعلا في معالجتها منذ بداية الأسبوع، حيث كان موعد فتح الأظرفة التقنية للشركات التسع المتقدمة في هاته المنافسة، تسع شركات للنظافة جلها مغربية، من بينها واحدة مشتركة الرأس المال (مغربي/لبناني) وشركة أخرى مغربية لكن مقرها الإجتماعي بغينيا، كلها تحاول كسب منافسة تنظيف الحمامة البيضاء وفق كناش تحملات يتجاوز ثغرات وأخطاء العقد السابق مع الشركة الإسبانية، التي يبدو انها كانت ترغب في حل العقد خير من الإستمرار خاصة بعد ارتفاع النزاعات والصراعات العمالية بداخلها. مقترح والي تطوان محمد اليعقوبي منذ الوهلة الأولى بتقسيم تطوان لمنطقتين، تشتغل كل شركة مستقلة على حدة بالجهة التي تفوز بتدبيرها، هو المعمول به حاليا حيث تم نشر طلب العروض وفق هاته الرؤية، حيث تقدمت الشركات المذكورة وفق التقسيم المذكور، خمس شركات لتدبير منطقة «أ» وأربع شركات لتدبير المنطقة «ب»، واللذين يحيلان على التقسيم الجماعي السابق للمدينة بين منطقة «سيدي المنظري» التي تضم الجهة الشرقية والجنوبية من المدينة بما فيها المدينة العتيقة، ومنطقة «الأزهر» التي تضم الجهة الغربية والشمالية وبعض الأحياء الملحقة بالجماعة الحضرية مؤخرا.. مصدر مقرب تخوف من وقوع تأخيرات في الإعلان النهائي عن الشركتين المفوض لهما تدبير القطاع، وأن الأمر قد يزيد من صعوبة تحمل الجماعة لعبء جمع الأزبال لشهور أخرى، وسيطرح المشكل أكثر خلال الفترة الصيفية، حينما يتزايد عدد المقيمين بالمدينة، وكذلك التواجد الملكي بها وما يرافق ذلك من ضرورة تنظيف الشوارع الكبرى والأحياء وغيرها. من تم تسعى كل الأطراف المعنية بالملف للتسريع في محاولة لجعل الشركتين الفائزتين بالصفقة، قادرتان على البدء في أولى أيام الصيف، ليكون ذلك محكا حقيقيا لتلك الشركات وقدرتها على الإستمرار. أزبال تطوان ستستمر في التجمع والتراكم، في ظل محدودية قدرة الجماعة على تدبير القطاع، لكن ما سيكون تحديا حقيقيا امام المسؤولين هو مستقبل العمال الذين كانوا محسوبين على شركة «تيكميد» والعاملين حاليا ضمن مجموعة التدبير المؤقت، وينتظرون إلحاقهم بالشركات الجديدة التي ستتولى القطاع، فهل ستلتزم تلك الشركات بتشغيل كل العمال السابقين لتيكميد، أم ستعود «حليمة لعادتها القديمة» ويعود التوتر من جديد... مصطفى العباسي