في رد فعل مستعجل، بادر رئيس الجماعة الحضرية لتطوان بالدعوة لندوة صحفية، بعد زوال الثلاثاء المنصرم، لتوضيح وجهة نظر الجماعة بخصوص إضراب عمال النظافة، المنتمين لشركة «تيكميد» المفوض لها القطاع. كلمات رئيس الجماعة بدا عليها أنها تحمل «بعضا من الصرامة» في التعامل مع الملف، كما بدا منها وجود «سياسة جر الحبل» بين الجماعة والشركة المفوض لها، إضافة للعمال المضربين المطالبين بحقوقهم منذ أشهر عدة. وقد انتقد إدعمار الرئيس منذ البداية تكرار هاته الإضرابات، التي تسيء للمدينة وتؤرق ساكنتها. توعدات بفسخ العقدة وتغريم الشركة لعدم قيامها بواجبها، تلك أهم كلمات إدعمار في لقائه الصحفي. «لقد بادر المكتب المسير للجماعة للقيام بمجموعة من الاجتماعات خلصت بعد نقاش مستفيض مع المصالح التقنية والمالية والقانونية للجماعة ولجنة التتبع الجماعية مع الشركة، إلى اتخاذ قرار تطبيق مقتضيات كناش التحملات الخاص بالتدبير المفوض مع شركة «تيكميد» بفرض الوكالة المؤقتة»، يقول رئيس الجماعة، في بحث عن مخرج للوضع الحالي الذي تعيشه المدينة، والذي يمكن الجماعة بالنيابة على الشركة في جمع الأزبال في حال تعذر عليها ذلك، مقابل تعويضات مادية تخصم مباشرة من حسابها. الوكالة التي حاولت الجماعة غير ما مرة الدخول في تنفيذها، لكنها كانت تجد «مقاومة» عنيفة من طرف العمال المضربين، والذين يمنعون شاحنات وعمال البلدية من القيام بذلك. بل ذلك تجلى أيضا في الاجتماع الأخير لمصالح الجماعة مع ممثلي الشركة، والذين كان إصرارهم على «إعطاء أجوبة عامة تنم على رفض صريح لمباشرة هذه المسطرة ومساندتها» يوضح إدعمار، وهو ما دفعهم للبحث عن سيناريوهات أخرى والاتفاق على وضع برنامج للتدخل الفوري والمباشر بإمكانيات الجماعة، في الأماكن الحيوية لجمع النفايات و تنظيف المدينة بشكل فوري. الشكل الفوري الذي كان قد حدد له موعد مساء الثلاثاء المنصرم، لم ينطلق بعد وسط تهديدات واضحة من طرف عمال الشركة، بتوقيف أية شاحنة تتحرك في هذا الاتجاه، في وقت تتعالى فيه أصوات المواطنين، مطالبين الجماعة بتحمل مسؤوليتها وتنظيف أحيائهم كلها، وليس فقط ما سمي ب«الحيوي». خاصة وأن المدينة ومختلف أحيائها، خاصة الأسواق والأحياء الشعبية، أصبحت مهددة بأمراض قاتلة وخطيرة في حال استمرار الوضع أطول من هذا. السلطات المحلية تبدو بعيدة عن هذا الصراع رغم أهمية تدخلها، خاصة لحماية مستخدمي الجماعة الحضرية وشاحناتها، خلال قيامهم بمهام الوكالة تلك. كما أن «ضعفها» في عدد من المواقف المشابهة، أكد أن السلطات المحلية بتطوان لم تعد لها «هيبتها» في ضبط الأمور، أو حتى التدخل في بعض القضايا المرتبطة بتنظيم المدينة. «فسخ العقدة أمر صعب لكننا سنحاول القيام به وفق الإجراءات المعمول بها» يختم رئيس الجماعة تصريحه الصحفي، رغم أنه لم يكن متأكدا مما يقول لصعوبة ذلك على ما بدا من كلماته وتفسيراته، إلا أنه أكد أن إجراءات الدعوة لدورة استثنائية قصد فسخ العقدة، والعمل على اتخاذ إجراءات طلب عروض جديدة لتدبير المرفق قد انطلقت فعلا، فيما اجتمع صبيحة أمس الأربعاء، مع ممثلي عدد من الجمعيات المهتمة بالبيئة وتدبير الشأن المحلي، في محاولة لاستيعاب «غضب المواطنين». مصطفى العباسي