أن يجيب رئيس الحكومة عن كل أسئلة الفرق النيابية، فإن ذلك يعني الكلام لأزيد من 24 ساعة دون توقف وتحطيم كل أرقام «غينس». إنه الهاجس الذي يؤرق فرق الأغلبية والمعارضة بمجلس النواب، التي تستعد لاستقبال عبد الإله بنكيران، حيث سيحل بالمجلس في 14 ماي القادم في جلسة عامة، للرد على الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة للبلاد، كما هو منصوص على ذلك في الدستور الجديد. بعض الفرق النيابية، استبقت الأمر وقامت بإعداد المحاور التي تبدو لها أكثر أهمية من غيرها وتتطلب ردا عاجلا من رئيس الحكومة، فيما فرق أخرى تتهيأ لعقد اجتماعات للتداول حول الموضوع. الحدث غير مسبوق في التاريخ النيابي المغربي، لذلك فالفرق النيابية مطالبة بالتنسيق من أجل الاتفاق حول الصيغة العملية من أجل تدبير أمثل للجلسة، يقول أحمد الزيدي رئيس الفريق الاشتراكي المعارض، مشيرا في اتصال مع « الأحداث المغربية» أن الفريق طلب عقد اجتماع لندوة الرؤساء من أجل التداول بهذا الخصوص. الفريق لم يتوصل بالرد، لكن الزيدي يرجح أن تتم الاستجابة لطلبه نهاية الأسبوع الحالي أو في بداية الأسبوع الذي يليه. في جعبة الفريق الاشتراكي، الكثير من الأسئلة التي قام بإعدادها، أهمها يتعلق بوعود التشغيل وصندوق المقاصة وصناديق التقاعد ودفاتر التحملات وكذلك وضعية العالم القروي، يرغب الفريق في طرحها على بنكيران، يضيف الزيدي نافيا في نفس الوقت وجود تنسيق بين أحزاب المعارضة حول الموضوع. و«بما أننا، لسنا وحدنا» فإننا سنكيف هذه الأسئلة حسب التنسيق المرتقب بين مختلف الفرق»، لكن «لانريد من رئيس الحكومة الاكتفاء بالردود ، كما هي عادة وزراء الحكومة الحالية، بل ننتظر إخراج مبادرات» يطالب أحمد الزيدي، الذي أكد أن فريقه يفضل أن يطرح كل فريق للأسئلة حسب زاوية نظره للأمور. إذا كانت المعارضة لم تنسق فيما بينها، فإن فرق الأغلبية على العكس من ذلك، تداولت إمكانيات عقد مشاورات من أجل توحيد الرؤى حول المحاور التي ستعرض على أنظار رئيس الحكومة خلال الجلسة المرتقبة. فسواء تعلق الأمر بدفاتر التحملات والموسم الفلاحي أو الوضعية الاقتصادية وكيفية الاشتغال الحكومي، وهي مواضيع بالغة الأهمية بالنسبة للمغاربة، إلا أن الرهان الذي يجب كسبه بالنسبة للفريق التقدم الديمقراطي وحلفائه بالأغلبية النيابية، هو استثمار تقليد القدوم الشهري لرئيس الحكومة للمجلس، ليصبح موعد لاستقطاب عموم المواطنين من أجل الاهتمام بالشأن العام، يشدد روكبان، مشيرا إلى أن فريقه سيعقد اجتماعا من أجل تحديد لائحة الأسئلة التي يسعى لطرحها على رئيس الحكومة، قبل طرحها للنقاش مع الفرقاء الآخرين.