فضلت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، الصمت حول فضيحة "احتجاز" أزيد من ألف مسافر من المهاجرين المغاربة بالخارج لحوالي 30 ساعة داخل باخرة "فيكتوريا1" برصيف ميناء سيت الفرنسي، بعدما لم تتمكن الشركة البحرية المكلفة بها من توفير الوقود للإبحار في اتجاه ميناء طنجة المتوسط وفق الرحلة التي كانت مبرمجة لها. ولم يصدر أي بلاغ توضيحي لكشف ما وقع، وتقديم اعتذار للمسافرين، الذين ركبوا الباخرة بميناء سيت الفرنسي مساء الخميس المنصرم، ولم يصلوا إلى ميناء طنجة المتوسط إلا بعد منتصف ليلة أمس الأحد، حين ظلوا ينتظرون موعد الإبحار وهم على متن الباخرة وسط أجواء من القلق إلى أن تم حل إشكالية تزويد الباخرة بالوقود. ولم تعلن مديرية الملاحة التجارية وإدارة طنجة المتوسط، بصفتهما الجهتين المعنيتين بالترخيص للشركة البحرية "أنترشيبين" باستغلال الباخرتين المستأجرتين من قبل الدولة بتعليمات ملكية لدعم مرحلة عبور مغاربة العالم، عن أي قرار أو إجراء في حق الشركة المذكورة، رغم سلسلة الاحتجاجات التي صاحبت أول رحلة مبرمجة انطلاقا من ميناء سيت الفرنسي، وكأن ما حدث أمرا "عاديا" بالنسبة لمديرة الملاحة التجارية ومدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين. وتعالت الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه "الفضيحة"، والمتورطين في "صفقة" كراء الباخرتين وكيفية تفويت رخصة استغلالهما لشركة عاجزة عن تسيير شؤونها وحل مشاكلها المالية والإدارية، بعدما تسبب سوء تدبير هذه العملية، التي حظيت برعاية ملكية، في "تشويه" مجهودات الدولة لإنجاح "مرحبا 2021".