Ahdath.info مسافرون عالقون بميناء سيت الفرنسي، يترقبون موعد إبحارهم على متن الباخرة التي استأجرتها الدولة المغربية في إطار عملية مرحبا 2021، بعدما عجزت الشركة المكلفة بتأمين هذا الخط الجديد، الذي أحدث لتعزيز أسطول نقل أفراد الجالية المغربية نحو ميناء طنجة المتوسط، عن وضع الترتيبات اللازمة لإنجاح هذه المهمة، وسط صمت الجهات المسؤولية الوصية على القطاع. العديد من المهاجرين المغاربة، الذين وصلوا إلى ميناء سيت الفرنسي، بعد إعلان السلطات المغربية عن استئجار باخرتين لدعم عملية مرحبا 2021، وجدوا أنفسهم خلال الثلاثة الأيام الأخيرة في وضعية لا يحسدون عليها، حين اضطر بعضهم إلى المبيت بالميناء، وآخرون تمكنوا من الحصول على حجز بالفندق، عقب الاحتجاجات التي حاصرت مسؤولي القنصلية المغربية، أمام غياب مخاطب عن الشركة البحرية المعنية، في الوقت الذي لم يصدر أي بلاغ توضيحي حول كيفية تأكيد حجوزات تذاكر السفر وتحديد برمجة الرحلات لطمأنه المسافرين القادمين من مختلف الدول الأوربية. "لماذا تتحملون مسؤولية لا تقدرون عليها؟"، و"لماذا لا تلتزمون بتنفيذ التعليمات الملكية؟"، تساؤلات رفعها المحتجون بميناء سيت، الذين يترقبون موعد الإبحار للعودة إلى بلدهم لقضاء عطلة الصيف رفقة عائلاتهم، بعدما استبشروا خيرا بالتعليمات الملكية الموجهة لمختلف المتدخلين من أجل تسهيل عودة مغاربة العالم للمملكة، والتي كانت آخرها قيام وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء، في إطار اتفاقية مبرمة مع السلطة المينائية لطنجة المتوسط، باستئجار باخرتين بطاقة استيعابية تصل إلى ألفي راكب و500 سيارة لكل باخرة، مع اعتماد ثمن التذاكر المحددة من قبل الدولة والبالغة 995 يورو لحزمة مرجعية "pack de référence" تتكون من سيارة و4 ركاب. وكانت الوزارة قد أعلنت في بلاغها بأن الباخرتين المستأجرتين "سيعهد باستغلالها، بعد استشارة محدودة، الى الشركة المغربية "Intershipping" بهدف تعزيز الخطوط البحرية المتوفرة"، الأمر الذي أثار الكثير من الاستفهام حول هذا "الاختيار"، باعتبار أن هذه الأخيرة ظلت تعاني من عدة مشاكل على مستوى التدبير والتسيير وسبق أن تم حجز بواخرها بسبب تراكم ديونها، وهي معطيات لا تخفى على مديرة الملاحة التجارية مدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين، خاصة وأن العملية تندرج ضمن تعليمات ملكية سامية تستوجب الحرص على توفير كل الشروط لضمان نجاحها بالشكل المطلوب. والباخرة المستأجرة الأولى التي وصت إلى ميناء سيت الفرنسي، تحمل اسم "فيكتوريا1"، وطاقتها الاستيعابية تصل إلى 2500 مسافر و400 سيارة خفيفة، فيما الباخرة الثانية "رومنتيكا" فتصل طاقتها الاستيعابية 2500 مسافر و300 سيارة خفيفة، والباخرتين معا تابعتين لشركة "طالينك" من إستونيا، التي تؤجر بواخرها بمبلغ يفوق 45 ألف أورو (ما يناهز 50 مليون سنتيم) في اليوم لكل باخرة. وأمام هذا الدعم العمومي المخصص لتعزيز النقل البحري للمسافرين خلال عملية مرحبا لهذا الموسم، يتساءل البعض في خضم ما يجري عقب الإخفاق في تدبير أول خطوة في هذه المهمة، عن من يتحمل مسؤولية "استغلال" التعليمات الملكية للاستفادة من هذه الصفقات؟.