AHDATH.INFO القدس, 10-5-2021 (أ ف ب) - قتل عشرون شخص ا على الأقل بينهم تسعة أطفال وقيادي في حركة حماس الإثنين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة رد ا على إطلاق صواريخ من القطاع، بعد يوم جديد من المواجهات العنيفة في القدس الشرقية المحتلة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "بدأنا بشن غارات على غزة وأكرر أننا بدأنا (...) استهدفنا قائد ا كبير ا في حماس" التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر. وأكد مصدر في حماس أن "الاحتلال استهدف القيادي في كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة) محمد فياض في بيت حانون في شمال قطاع غزة"، مؤكدا مقتله. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس لوكالة فرانس برس ان عشرين شخصا قتلوا وأصيب 65 آخرون بجروح نقل عدد منهم الى مستشفى بيت حانون في شمال القطاع. قبل ذلك، أشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الى "إطلاق سبعة صواريخ من قطاع غزة ... اعترضت القبة الحديدية أحدها". وتسبب صاروخ بأضرار في منزل على بعد نحو 15 كيلومتر ا من القدس حيث دوت صفارات الإنذار بعد السادسة مساء بقليل، وفق مراسلي فرانس برس. جاء ذلك بعد أن حذرت كتائب القسام إسرائيل بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى الذي كان ساحة للمواجهات. مساء الإثنين، أعلنت الغرفة المشتركة للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية أنها أطلقت أكثر من مئة صاروخ في اتجاه إسرائيل ردا على "العدوان الإسرائيلي في المسجد الأقصى والشيخ جراح في القدسالمحتلة". وبحسب مسؤول عسكري كان هناك "رشقات صاروخية باتجاه القدسالمحتلة وتل أبيب وعسقلان". وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة "كتائب القسام توجه الآن ضربة صاروخية للعدو في القدسالمحتلة رد ا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتجاوزاته ضد شعبنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى". وأضاف "هذه رسالة على العدو أن يفهمها جيد ا: وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا". وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في المساء إن "المنظمات الارهابية في غزة تخطت خطا أحمر مساء 'يوم القدس' عبر إطلاق صواريخ حتى منطقة القدس"، مضيفا أن "إسرائيل سترد بقوة (...) من يهاجم سيدفع الثمن غاليا. أقول لكم أيها المواطنون الإسرائيليون إن الصراع الحالي قد يستمر لفترة معينة". من جانبها، نددت الولاياتالمتحدة "بأكبر قدر من الحزم" باطلاق صواريخ على اسرائيل، معتبرة انه "تصعيد غير مقبول" وداعية جميع الاطراف الى "الهدوء" و"نزع فتيل التوترات". وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس "نعترف بحق اسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها وشعبها واراضيها". بدورها، دانت لندن إطلاق الصواريخ ودعت الى "احتواء فوري للتصعيد من جميع الأطراف ووقف استهداف المدنيين". وفي باحة المسجد الأقصى، اندلع حريق هائل مساء الإثنين أمكن مشاهدته من على بعد كيلومترين فيما كان الآلاف مجتمعين لأداء الصلاة، وفق مراسلي فرانس برس. ولم تعرف أسباب الحريق على الفور. وليل الأحد إلى الإثنين ألقيت بالونات حارقة وسبعة صواريخ نحو جنوب إسرائيل. وتم اعتراض صاروخين فيما سقطت الباقية في أراض مفتوحة. رد ا على ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مواقع عسكرية في القطاع وأغلق معبر إيريز-بيت حانون. ويأتي إطلاق الصواريخ في اليوم الرابع من المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها بخلاف القانون الدولية. تشهد باحات المسجد الأقصى منذ الجمعة مواجهات هي الأعنف منذ 2017 مع ارتفاع حصيلة الإصابات في صفوف الفلسطينيين منذ الجمعة إلى أكثر من 600 إصابة، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني. وتجددت المواجهات ليل الإثنين في باحات المسجد بعد أن ردت الشرطة الإسرائيلية على إلقاء الشبان مفرقعات باتجاه قواتها بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت في محاولة لتفريق المحتجين. وتصدى مئات الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع المستوطنين من الدخول إليه إذ تحيي إسرائيل الاثنين ذكرى "يوم توحيد القدس" أي احتلالها للقدس الشرقية في 1967 ومن ثم ضمها. ومنعت الشرطة الإسرائيلية المستوطنين الذين تجمعوا عند حائط البراق (أو الحائط الغربي عند اليهود) القريب وهو أقدس الأماكن لدى اليهود، من دخول الباحات والبلدة القديمة عبر باب العامود فألغيت مسيرة كانوا ينوون تنظيمها. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب الإثنين إخلاء الحائط الغربي. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان تسجيل أكثر من "395 إصابة تم نقل 263 منها إلى مستشفيات القدس" بالإضافة إلى 116 إصابة في عدد من مدن الضفة الغربيةالمحتلة. وأكد رئيس قسم جراحة الصدر في المستشفى الواقع في القدس الشرقية فراس أبو عكر أن "ثلاثة أشخاص فقدوا أعينهم اليوم". وكان الهلال الأحمر سجل الجمعة وحده أكثر من 200 إصابة بين الفلسطينيين. كما سجلت إصابات حينها في صفوف الشرطة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية التي قالت إن عناصرها انتشرت بالآلاف في جميع أنحاء القدس، إصابة 32 من عناصرها بجروح الإثنين، ونقل ستة منهم إلى المستشفى. وقال مراسل فرانس برس إن الشرطة الإسرائيلية ردت على إلقاء الشبان مفرقعات باتجاه قواتها بإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الصوت في محاولة لتفريق المحتجين اندلعت المواجهات على خلفية السعي المستمر للمنظمات اليهودية عبر المحاكم لطرد عائلات فلسطينية من منازلها في القدس الشرقية. وخشية تفاقم الوضع دعت الولاياتالمتحدة حليف إسرائيل الأول "المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك لوضع حد للعنف" معربة عن قلقها من "احتمال طرد عائلات فلسطينية من الشيخ جراح". ومع تدهور الوضع، عقد مجلس الأمن الدولي الاثنين جلسة مغلقة بطلب من تونس يتناول الوضع في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل قبل خمسين عاما. لكن أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولاياتالمتحدة أنه من "غير المناسب" توجيه رسالة عامة في هذه المرحلة، وفق دبلوماسيين. وقالت منظمة التعاون الإسلامي الإثنين، إن "تصاعد وتيرة الأعمال الوحشية ضد الفلسطينيين بالمسجد الأقصى والقدسالمحتلة جريمة حرب تستوجب المحاكمة". ودانت كل من مصر والأردن القمع الذي مارسته الدولة العبرية في نهاية الأسبوع في باحات الأقصى. كذلك أعربت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان وهي أربع دول عربية طبعت علاقاتها مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن "قلقها العميق" داعية إسرائيل إلى التهدئة. وحضت الأممالمتحدة إسرائيل "على أقصى درجات ضبط النفس" فيما دعت تركيا "العالم إلى التحرك لوضع حد للعدوان الإسرائيلي المتواصل". وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها عاصمتها "الموحدة"، في حين يتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. ويشهد المسجد بين الحين والآخر توترات بسبب رفض الفلسطينيين دخول اليهود إليه إذ يدخلون في أوقات محددة ويمنع عليهم الصلاة فيه، معتبرين هذه الخطوة استفزازا لمشاعرهم.