في حكم وصف بالاستثنائي والخارج عن المألوف، أصدرت الغرفة الجنحية التلبسية بابتدائية مراكش حكمها في ملف قضية مصنفة في خانة «العنف الزوجي». غير أن المثير في القضية هو أن العنف ممارس في حق الزوج، الذي انصب عليه جام غضب الزوجة، فانهالت عليه بالعنف، قبل أن تتوج فورة اعتدائها بإشهار الورقة الحمراء في وجه بعلها وطرده بعيدا خارج بيت الزوجية. حكمت المحكمة لصالح الزوج المعنف، فقضت بإدانة الزوجة والحكم عليها بعقوبة حددتها في شهرين حبسا موقوف التنفيذ وغرامة نافذة قدرها 500 درهم، مع تعويض لفائدة الزوج قدره 2000 درهم، بعد مؤاخذتها على امتناعها عن إرجاع الزوج المطرود من «جنة» بيت الزوجية. المعطيات المتوفرة تلخص القضية في كون الزوج المتضرر كان قد تقدم، في أواخر شهر يناير الماضي، بشكاية إلى النيابة العامة تفيد تعرضه للطرد من بين الزوجية من طرف حليلته وشريكة حياته، التي لم تتردد في الإلقاء به بعيدا خارج أسوار البيت. تمت إحالة الملف على أنظار المحكمة في الحادي والعشرين من نفس الشهر لكي تقول كلمتها الفصل في حق ما تحبل به من وقائع مستفزة، والبت في خطاياها وما يتضمنه من معطيات ووقائع، خصوصا بعد أن باءت بالفشل جميع المحاولات والمجهودات، التي استهدفت الصلح بينهما. أبدت الزوجة عنادا كبيرا، وبقيت متشبثة بشدة بقرارها الرافض لاستقبال الزوج المشتكي مرة أخرى ببيت الزوجية، مع الدفع بوصول العلاقة الزوجية بينها وبين بعلها إلى طريق مسدود، بات مستحيلا معه اجتماعهما مرة أخرى تحت سقف نفس البيت، بعد أن توترت العلاقة بينهما، وانقطعت بينهما سبل المودة والمساكنة. وقائع ومعطيات انتهت بالمحكمة إلى إصدار حكمها في القضية بإعلان الزوجة مذنبة في حق زوجها والحكم بمؤاخذتها بالمنسوب إليها وإدانتها بالعقوبة المومأ إليها.