الرباط/ 07 يناير2021 (ومع) يبدو أن لا شيء على ما يرام بين عملاقي التكنولوجيا "آبل" و"فايسبوك" بسبب خلاف حول سياسة تدبير المعطيات الشخصية. وأحدثت هذه المواجهة غير المسبوقة بين الشركتين صدى كبيرا في عالم "التكنولوجيا". وتعود أسباب الخلاف بين الشركتين إلى تحديث مرتقب ل"آبل" وصفته "فايسبوك" ب"ممارسات غير مشروعة" ونددت به بشكل صريح في إعلانات على صفحات نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، وواشنطن بوست. كما اتهمت "فايسبوك" شركة "آبل" في مقال كتبه نائب رئيس الإعلانات، دان ليفي، "بالتصرف بطريقة منافية لمبادئ المنافسة عن طريق تسخير سيطرتها على متجر (App Store) لخدمة نتائجها المالية، على حساب مطوري التطبيقات والمقاولات الصغرى". وأجبر تحديث لنظام تشغيل الهواتف المحمولة (iOS) مطوري التطبيقات على أن يكونوا أكثر شفافية بشأن جمع المعطيات الشخصية، وهو ما لم يرق لشركة "فايسبوك"، التي يقوم نموذج أعمالها أساسا على الإعلانات الشخصية، حيث قال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لفايسبوك، إن التحديث "سيضر بالعديد من المطورين والناشرين في ظرفية صعبة [...] نحن نعمل مع أكثر من 19 ألف منهم حول العالم، وفي عام 2019، دفعنا لهم مليارات الدولارات. والكثير منهم يعتمدون على الإعلانات كمصدر للعيش". من جهتها، تسعى شركة "آبل"، من خلال هذا التحديث الرابع عشر، إلى حماية معطيات مستخدميها، ومنحهم حرية الترخيص باستخدام معلوماتهم الشخصية من عدمه، في إطار سياسة الشركة لتدبير المعطيات. وتدخل رئيس شركة "آبل" شخصيا في هذا الموضوع مغردا بالقول: "نعتقد أنه يجب أن يكون لدى المستخدمين خيار حول المعطيات التي يتم جمعها عنهم وكيفية استخدامها. (فايسبوك) يمكنه أن يواصل تتبع المستخدمين عبر التطبيقات والمواقع كما كان سابقا. شفافية تتبع التطبيقات في التحديث الجديد ستتطلب فقط طلب الإذن منك أولا." الخلاف بين عملاقي التكنولوجيا ليس الأول من نوعه، فقد سبق أن عبرت الشركتان علنا، قبل فترة طويلة، عن عدم اتفاقهما على عدة جوانب تتعلق بنموذج أعمالهما، ولاسيما، ما يتعلق بفضيحة بيانات فايسبوك-كامبريدج أناليتيكا، والتي لم يتردد رئيس شركة "آبل" في التعليق عليها في مناسبات عدة. وأيضا فيما يتعلق بالعمولة التي تخصمها "آبل" من عمليات المستخدمين عن طريق متجر (App Store)، والتي قد تصل إلى 30 في المئة. هذه الممارسة طعن فيها العديد من المنظمين والناشرين، بما في ذلك مطورو لعبة الفيديو الشهيرة "Fortnite"، التي تم حظرها من أجهزة "آبل" حتى صيف عام 2021. واصطف "فايسبوك" إلى جانب "Epic Game" من خلال منصة داني ليفي، ووعد بتقديم جميع العناصر، التي يمكن أن توضح تأثير هذا الحظر على عائدات إعلاناتها، إلى العدالة. وهكذا، تواصل الشركات الخمسة العملاقة في مجال التكنولوجيا ( غوغل، آبل، فايسبوك، أمازون، مايكروسوفت) تنافسها الدائم، غير أن المنافسة، هذه المرة، بين الثنائي "آبل" و"فايسبوك" تتحول تدريجيا إلى حرب متصاعدة.