قال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن "ساعات من الأمطار أغرقت مدينة الدارالبيضاء في برك من الماء وغرقت معها السيارات والترامواي وبدت المدينة التي تحتضن البورصة وأسواق المال والأعمال والشركات العملاقة شبيهة بقرية". وأضاف المحامي الغلوسي لقد "شاهدنا كيف تحولت معلمة تاريخية كملعب محمد الخامس إلى صهريج كبير من الماء وهو يحتضن مبارة كروية، وهو الملعب الذي التهم مبالغ وأموالا عمومية ضخمة، قال عنها المسوؤلون إنها لإصلاح عميق لهذا الملعب.. !!". وأكد الغلوسي في هذا السياق أن "الجمعية المغربية لحماية المال العام سبق أن تقدمت بشكاية في موضوع هذا الملعب إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بالدار البيضاء، منذ أكثر من ثلاث سنوات وهي الشكاية التي لم تر النور لحدود الآن ولانعرف عنها أي شيء..!!!". وتساءل الغلوسي في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) قائلا: "ربما يتخوف المسوؤلون من أن البحث فيها من شأنه أن يزعزع أركان بعض الفساد المعشش في الرياضة المغربية وبفضله هُم في بحبوحة من العيش الرغيد"، مؤكدا أن "مدينة الدار البيضاء بالأمس تنفست تحت الماء، وكشفت عورة المسوؤلين عن تدبير أمورها وعرت الوجه القبيح للفساد والرشوة والصفقات النتنة وأزاحت الماكياج عن وجوههم وعرت شعاراتهم حول الحكامة والشفافية". وخلص الغلوسي قائلا: "لا أدري ما إذا كان هذا المنظر القبيح، والذي كشف هراء شعاراتهم حول التنمية المفترى عليها أمام كاميرات العالم قد جعل مسوؤلينا يشعرون قليلا بالخجل أمام هذه الفضيحة بكل المقاييس.. !! والتي تتكرر في كل مرة جادت بها السماء علينا بقليل من الأمطار"، مؤكدا أن "الفساد والرشوة وسياسة الريع والصفقات المشبوهة وإسناد التدبير لنخب فاسدة وإنتهازية هي التي جعلت الدار البيضاء تغرق بالأمس في الماء وسط ذهول الجميع"، ومطالبا ب" ربط المسوؤلية بالمحاسبة والقطع مع الإفلات من العقاب"، مشيرا إلى أن "الفساد والجشع حَوَّل مدننا إلى جحيم وجعل الحياة فيها تختنق".