منذ لحظة ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، صعدت تركيا خطابها السياسي ضد البلدين، والذي ترجمته سريعا بإرسال سفن للتنقيب في مناطق متنازع عليها شرق المتوسط. وردا على الخطوة التركية، أعلنت اليونان رفع حالة التأهب العسكري، بعد وصول سفينة الاستكشاف الزلزالية التركية "عروج ريس" إلى منطقة بحرية متنازع عليها مع اليونان. وأرسلت اليونان قطعا بحرية وجوية إلى مناطق بحرية أوسع، حيث تتوقع اليونان وصول السفن التركية إليها لإجراء البحوث الاستكشافية، بحسب صحيفة "كاثيميريني" اليونانية. وعندما دخلت سفينة "عروج ريس" رفقة السفن البحرية التركية، الجرف القاري اليوناني، أرسلت السفن الحربية اليونانية رسائل لمدة 15 دقيقة لهذه السفن تطلب منها مغادرة المنطقة. وقد دفعت الخطوة التركية، رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي التابع للحكومة، الاثنين، كما أصدرت أثينا بيانا وصفت فيه تصرفات أنقرة بأنها "نشاط غير مصرح به وغير قانوني في منطقة تتداخل مع الجرف القاري اليونان". وقال شاتاي إرجييس، مسؤول الشؤون الحدودية والبحرية بوزارة الخارجية التركية، في تغريدة أن ادعاءات اليونان بخصوص جزيرة كاستيلوريزو الأقرب للأراضي التركية منها إلى البر اليوناني الرئيسي، بأنها "ضد مبدأ الإنصاف، والقانون والتشريع الدولي". ويدور الخلاف الأخير بين البلدين حول جزيرة كاستيلوريزو الصغيرة والتي تبعد نحو كيلومترين عن الساحل الجنوبي لتركيا، والتي أصبحت نقطة اشتعال بين القوات البحرية اليونانية والتركية الشهر الماضي، بحسب موقع "أحوال" التركي. ووصل البلدان إلى حافة مواجهة مسلحة في نهاية تموز بعد قرار أنقرة إرسال "عروج ريس" رفقة سفن حربية إلى كاستيلوريزو لإجراء التنقيب عن النفط والغاز. وأعلنت أنقرة في وقت لاحق أنها ستوقف عمليات التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط لمدة شهر، بعد طلب من ألمانيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن تركيا سرعان ما تراجعت بعد توقيع مصر واليونان لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، التي لم تكشف بنودها بعد كاملة. يذكر أن وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، قد أعلن، الثلاثاء، أن أنقرة ستوسع نطاق بحثها عن مصادر الطاقة في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط خلال الأسابيع المقبلة. وقال تشاوش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي في أنقرة، "اعتبارا من أواخر آب، سنصدر تصاريح بإجراء عمليات بحث وتنقيب جديدة في مناطق جديدة.. من الجزء الغربي لجرفنا القاري".