عادت صراعات مافيا المخدرات مجددا للظهور، من خلال القيام بعمليات انتقامية في مواجهة بعضهم البعض، غير عابئين بالسلطات المحلية، وتواجد عاهل البلاد بالمنطقة، بل ان جل حركاتهم ومناوراتهم تتم بجبال وضواحي المضيق والفنيدق، وخاصة بالمناطق القروية المجاورة، بداية من العليين، بليونش، وصولا لمنطقة القصر الصغير. فبعد رواية حريق غابات العليين، التي أتت على أكثر من 1024 هكتار، ودامت قرابة ثلاثة أيام، أكدت مصادر حسنة الاطلاع، قيام مجموعة محسوبة على احد بارونات المخدرات، باحراق مركب سياحي "جاطي"، لفريق اخر، ويبدو ان لهاته العملية علاقة، بالجار الذي جرى فعلا في الغابة المحترق مؤخرا، والذي كان ضمن تصفية حسابات بين شبكتين معروفتين، تشتغلان على مستوى، واد الضاويات، بليونش والقصر الصغير. وفيما لم تؤكد مصادر الأمن، تورط بارونات المخدرات في النيران التي اشتعلت مؤخرا ضواحي المضيق، الا ان تحريات وتحقيقات تتم مباشرتها حاليا للكشف عن تفاصيل أوفى بهذا الخصوص، خاصة بعد العثور على سيارة مزورة اللوحات محترقة هناك، وكان قد تم حجز سيارة أخرى مصدومة من الامام ليلة الحريق، وقطرها لاحد المستودعات هناك. مجموعة مصادر بالمضيق، أكدت ان سيارات فارهة رباعية الدفع، شوهدت لحظات قبل الحريق بالمنطقة، وأن مطاردة نشبت بين راكبيها، انتهت بارتطام سيارات ببعضها، وفرار من كان على متنها، مخلفين احداها ورائهم، فيما كانت أخرى تحاول الخروج للطريق، لكنها تعطلت بفعل الاصطدام، وتم التخلي عنها هناك أيضا. وتتشابه بعض فصول الصراع القائم حاليا بين بعض مافيات المخدرات، بواقعة ليلة 3 غشت 2003، والتي تفجر عنها قضية منير الرماش ومن معه، وهو نفس تاريخ واقعة 2020، التي يبدو أنها ستسقط اسماء أخرى مؤكدا. خاصة بعد دخول عناصر حماية التراب الوطني (الديستي) على خط التحريات والتحقيقات الجارية بهذا الخصوص. وعلى مستوى اخر، كشفت مصادر أخرى، عن نشاطات قوية، لاحد "المستثمرين" بضواحي ازلا، المشتبه في علاقاته بتجار المخدرات، وبالتجارة المحظورة، والذي حاول تبييض أمواله، من خلال بعض الاستثمارات، المدعومة من طرف جهات معروفة بنشاطها المشبوه.