حريق مهول وخطير جدا، لم تشهده المدينة منذ عقود، ذلك الذي شب على طول يوم أمس الثلاثاء، بإحدى أكبر الغابات بمدينة سبتةالمحتلة وبالمنطقة المتاخمة للفنيدق. الحريق الذي دام لعدة ساعات، شهد تدخل كل الأطراف المعنية بعملية الإخماد، فيما تم دعمه بعناصر جاءت من الجنوب الإسباني، وطائرات متخصصة في عملية الإخماد السريع. الحريق امتد لحوالي 30 هكتارا من الغابة المعروفة على مشارف بليونش، حيث أشجار من أنواع مختلفة كانت الرئة المزودة للمدينة السليبة ببعض الأوكسيجين النظيف، ومنتزها كبيرا لبعض المتجولين والرياضيين، لكنها أصبحت في أقل من ثلاث ساعات رمادا وخرابا، رغم التدخل السريع والناجع، حتى كادت تصل للغابات المتاخمة لها بالفنيدق وبليونش، وهو ما وضع المصالح المغربية المختصة في حالة استنفار. الحريق الذي أثار ضجة سياسية كبيرة في سبتةالمحتلة، وانتقل صداه لإسبانيا وخاصة البرلمان الأندلسي والتشكيلات الحزبية والنقابية به، يرجع بالأساس لأسباب الحريق التي "صدمت" الإسبان، وكشفت عن عيوب تدبير الجهاز العسكري بالمنطقة، وفق ما صرح مسؤول بالحزب الاشتراكي العمالي، فيما خرج أيضا ممثلو الحزب الشعبي الحاكم عن صمتهم ليطالبوا بمزيد من التفاصيل بخصوص سبب الحريق. التحريات أكدت منذ البداية أن سبب الحريق، هو مناورة عسكرية للجيش الإسباني المتواجد بسبتةالمحتلة، والذي يقوم بشكل دائم بتدريبات ومناورات بتلك الغابات، حيث يعتقد أن تدريبا في التصويب وإطلاق الرصاص كان وراء الحريق الذي شب بالغابة المذكورة، مما يطرح تساؤلات كبرى من لدن مسؤولين سياسيين ونقابيين، عن الاحترازات والإجراءات الأمنية التي يجب أن تكون مرافقة لمثل هاته المناورات. وكشف مصدر مقرب أن تواجد سيارة إسعاف مجهزة بوسائل التدخل السريع، وسيارة إطفاء الحريق وغيرها من الأمور، هي ضرورية ناهيك عن تأمين المنطقة بالنسبة للمارة والعابرين والسكان المجاورين. ويضيف المصدر بناء على ما نقلته بعض وسائل الإعلام المحلية، أنه لا يبدو أن المصالح العسكرية اتخذت هاته الإجراءات فعلا، لكون الحريق شب سريعا وانتشر قبل وصول سيارة إخماد الحريق، والتي لو كانت متواجدة بعين المكان لسيطرت عليه بسرعة. وتطالب القوى السياسية بالمدينةالمحتلة، ومعها جمعيات وتنظيمات أخرى، بضرورة الكشف عن مزيد من التفاصيل وفتح تحقيق لمعرفة من يتحمل مسؤولية إحراق 30 هكتارا من الغابة بتلك الطريقة، حيث يرتقب وصول لجنة مركزية تابعة للقوات العسكرية الإسبانية لعين المكان، لفتح تحقيق في الموضوع والكشف عن باقي التفاصيل الأخرى. مصطفى العباسي