كانت الحركة التجارية نشيطة في لحوم الخرفان، فرغم أن الزمن هو ثاني أيام عيد الأضحى، حيث تكون بضاعة محلات الجزارة مفتقدة لتوقف ذبيحة المجازر، التي يغدو جلها فضاءات لتقطيع الخرفان المذبوحة احتفاء بالعيد الكبير. ولأن غالبية البيضاويين يحرصون على اقتناء الأكباش، تطبيقا للشعيرة الدينية، بمعنى أن أغلب المنازل تتوفر فيها لحوم العيد، ورغم ذلك سرت عادة سنوية تكون فيها أحد الفضاءات العامة بالدارالبيضاء ملجأ للباحثين عن لحوم الغنم، بأرخص الأثمان. هي لحوم عبارة عن قطع من مناطق مختلفة من الخرفان، بعضها صغير الحجم، والآخر أجزاء كبيرة، قد تكون أفخاذا أو أكتافا مازالت تحتفظ بأرجل الأكباش وحوافرها، تجد طالبيها من الراغبين في اقتنائها لرخص ثمنها، حيث عاينت "أحداث أنفو"، طيلة يوم السبت، ثاني أيام العيد الكبير، حركة دؤوبة للبائعين والمشترين للحوم غنمي العيد الكبير، عندما تتوقف سيارات تترجل منها نساء أحيانا أو رجال، طلبا للحم الغنمي المحصل من تحركات "المساكين". فطيلة اليوم الثاني لعيد الأضحى كان شارع "بني مكيلد" ضمن النفوذ الترابي لمقاطعة الفداء بالدارالبيضاء وكذا درب ميلان، مقصدا لعينة من زبائن تبحث عن "الهوتة" في اقتناء لحوم، قد يكون مصدرها مجهولا أحيانا، لكن الغالبية تتفق على أنها "لحوم صدقات" لمتسولين يستدرون عطف المحسنين، مدعين حرمانهم من اقتناء خروف العيد. وعندما تكون الكمية مهمة يأتي بها متسولوها إلى باعة متخصصين وضعوا طاولات بمناطق محددة من شارع بني مكيلد الشهير بالبيضاء، أو يقصدون حي درب ميلان، على مقربة من مرآب السيارات(الفوريان) الذي يتحول سوره إلى قبلة لبائعي لحوم غنم العيد، الموضوعة على طاولات عشوائية. ولأن هذه الأمكنة صارت معلومة لدى زبائن هذه العينة من البضائع، فإن حركة البيع والشراء تنشط طيلة ساعات اليوم الثاني للعيد. وحسب ما صرح به أحد شباب المنطقة، الذي وصف الظاهرة ب "المشينة"، فإن "الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا هذه السنة، كان من المنتظر أن تضع حدا لمثل هذه التصرفات"، خاصة - يضيف المصدر ذاته - أن "طريقة جمع وتسويق هذه اللحوم المتأتية في الغالب من الصدقات، حيث تجود بعض الأسر على المتسولين بقطع من اللحم بعد تقطيع الخرفان، تجعلها عرضة للفساد والجراثيم، خاصة في ظل أجواء الحر التي طبعت اليوم الثاني لعيد الأضحى". كما أن "طريقة عرض هذه اللحوم - يضيف المتحدث ذاته - يجعلها مصدر خطر على صحة مستهلكيها"، معترفا في الوقت ذاته بأن "رخص ثمنها يجعل الإقبال عليها يتزايد" من طرف الباحثين عمن وصفهم ب "قناصي الهوتة"، خاتما تصريحه بالمثل العامي القائل: "عندو رخصو تخلي نصو"، محاولا التأكيد على احتمال تعريض صحة مستهلكي هذه اللحوم للخطر. وقد اختار شخص آخر التطرق إلى ما وصفه ب "مسؤولية السلطات في الحد من هذه الظاهرة"، خاصة أن هذه الفترة "تعرف تفشي فيروس كورونا، الذي تسعى السلطات على الصعيد الوطني لتطويقه والحد من انتشاره"، يقول المصدر ذاته، "في الوقت الذي تم فيه التغاضي عن استمرار هذه العادة السنوية، التي تحول لحوم صدقات العيد إلى تجارة رائجة". عرض لحوم العيد للبيع إقبال على اقتناء لحوم العيد للبيع بائعة للحوم العيد