تحيي ألمانيا اليوم الجمعة ذكرى مرور 75 على التحرر من النظام النازي ونهاية الحرب العالمية الثانية بدون احتفال رسمي كما كان مقررا، وذلك بسبب جائحة كورونا. وكان الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أمر بتنظيم حفل رسمي في الثامن من ماي أمام مبنى الرايخستاغ الذي يضم البرلمان. وقد تقرر بدلا من ذلك تسليط الضوء على الأحداث التاريخية المرتبطة بهذه الذكرى من خلال عرض افتراضي يحمل إسم "إلى برلين وما بعدها". وأعلن المكتب الرئاسي في برلين أنه من المقرر وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري الرئيسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية لإحياء ذكرى ضحايا الحرب والحكم المستبد "نويه فاخه". وسيشارك في المراسم الرئيس الالماني فرانك-فالتر شتاينماير، والمستشارة أنغيلا ميركل، ورئيس البرلمان (بوندستاغ) فولفغانغ شويبله، ورئيس مجلس الولايات (بوندسرات) ديتمار فويدكه، ورئيس المحكمة الدستورية العليا أندرياس فوسكوله. وسيلقي شتاينماير بهذه المناسبة خطابا أمام النصب التذكاري الرئيسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية في برلين تكريما لضحايا الحرب. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في مقالة مشتركة مع البروفيسور أندرياس فيرشينغ، مدير معهد التاريخ المعاصر في ميونخ،بمناسبة هذه الذكرى، إن ثامن ماي أصبح ذكرى التحرير للملايين من المضطهدين والمسلوبة حقوقهم وذكرى الضحايا ورمز للانتصار على الباطل. وجاء في المقالة التي نشرت على موقع وزارة الخارجية،أن الامر "استغرق 40 عاما حتى استطاع الرئيس الاتحادي آنذاك ريشارد فون فايتزيكر تسمية ذلك "بالتحرير"، متحدث ا باسم ألمانيا وواثق ا من تأييد الجزء الأكبر من المجتمع في ألمانيا الغربية على الأقل لما يقوله مما مهد الطريق أمام تلك العملية التي شرعت فيها ألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بهدف التغلب على الماضي وإعادة النظر فيما تضمنه من جرائم ارتكبها النازيون - عملية كانت مؤلمة في الكثير من الأحيان واعترضتها عديد من الانتكاسات". وتضيف المقالة "لكن كيف يتسنى لنا إرساء ذكرى الثامن من ماي في الذاكرة الأوروبية بصورة من شأنها أن توحد صفوفنا؟ تتطلب هذه المهمة أمرين: أولهما، الاستعداد لضم وجهة نظر الآخرين إلى ذكرياتنا، بما فيها ألم الضحايا ومسؤولية الجناة على حد سواء. وثانيهما، الشجاعة على التفريق بوضوح بين الضحايا والجناة وبين الأسطورة والحقيقة التاريخية. إن السعي وراء تحقيق ذلك سيبقى هدف ومهمة السياسة الألمانية فيما يخص التعامل مع التاريخ. إنه لأمر جيد أن يذكرنا الثامن من ماي بذلك".