تحيي ألمانيا اليوم الثلاثاء الذكرى الأولى لهجوم الدهس الذي وقع العام الماضي في سوق لأعياد الميلاد ببرلين، محاولة لملمة جراحها لكن زاد من تعميقها مشاعر الحسرة على الهفوات الامنية التي أعلن عنها بخصوص هذا الاعتداء، والغضب الذي عبر عنه المصابون وأسر الضحايا الذين اعتبروا أنهم لم يتلقوا الدعم الكافي من السلطات. وأزاح عمدة برلين ميشائل مولر الستار عن نصب تذكاري للهجوم في ساحة بريتشييد حيث وقع الحادث بحضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير وفولفغانع شويبله رئيس البرلمان الألماني وعدد من أسر الضحايا والمصابين. ويحمل النصب شقا ذهبيا يرمز الى جرح طوله 14 مترا في الأرض، نقشت عليه أسماء الضحايا. وقبل ذلك أقيم حفل السلام لروح الضحايا في كنيسة الذكرى عند ساحة بريتشييد حيث وقع الحادث. وفي مساء اليوم ،سينضم الجمهور للصلاة من أجل الضحايا في نفس توقيت (الساعة 8:02) الهجوم ، وستقرع أجراس الكنيسة لمدة 12 دقيقة. وانتقدت صحف محلية تعامل السلطات مع أسر ضحايا ومع الهجوم، مشيرة الى أن ميركل التقت ب 80 فردا من الجرحى في الهجوم وبأقارب القتلى أمس وأظهرت تعاطفها في وقت متأخر جدا. واعتبرت أنه لا يوجد أي عذر للفشل الرسمي الصارخ في حالة منفذ الهجوم التونسي أنيس عمري، مؤكدة على ضرورة عدم تكرار ذلك. وأقرت ميركل بعد إزاحة الستار عن النصب التذكاري، أنه جرى ارتكاب خطأ في منع مخاطر الإرهاب والتعامل مع المصابين وأهالي ضحايا الهجوم الإرهابي. ونقلت وسائل الاعلام عنها قولها "بالنسبة لي يعني ذلك أنه يجب العمل على الأشياء التي لم تتم (بشكل جيد)، لكي يجري تأديتها بشكل أفضل". ووعدت المصابين وأهالي الضحايا بالمزيد من الدعم وقالت "إن الحديث مع المتضررين أظهر نقاط الضعف التي أظهرتها الدولة في هذا الموقف". وبدوره طالب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مراجعة إجراءات الحماية من الإرهابيين والهجمات الإرهابية وتساءل شتاينماير "هل نحن نعمل فعلا كل شيء ما يمكننا بل ويجب علينا فعله في دولتنا الديمقراطية، دولة القانون، لمنع وقوع هجمات إرهابية؟". واعتذر وزير العدل الألماني هايكو ماس للمصابين وذوي ضحايا الهجوم الإرهابي عن أن الأوساط السياسية لم تكن مستعدة بشكل كاف لتداعيات مثل هذا الهجوم. وشدد في تقرير كتبه لصحيفة "تاغس شبيغل" اليوم على ضرورة تأسيس مكتب تنسيق مختص داخل أي وزارة، كي يكون لدى المتضررين وذويهم جهة اتصال مباشرة على مستوى ألمانيا حال حدوث أي هجوم في المستقبل. وكانت ميركل التقت أمس بالمصابين وعائلات ضحايا هجوم الدهس الارهابي بعد مرور عام على الهجوم. وقالت ميركل قبيل الاجتماع "إني أعرف أن البعض كان يريد عقد مثل هذا الاجتماع مبكرا" في إشارة الى الرسالة المفتوحة التي كان قد وجهتها اسر ضحايا الاعتداء، منتقدين المستشارة ميركل وتقاعس الحكومة الالمانية عن تقديم الدعم لهم. يشار الى أن كورت بيك مفوض الحكومة الألمانية لشؤون ضحايا الهجوم االإرهابي، دعا الى زيادة التعويضات المقدمة للجرحى وعائلات الضحايا.