بعد التصريحات العدائية ضد المغرب، والخرجات الإعلامية المتعددة والتي ضمنها مواقفه الحقيقية في السعي لإلهاء شعبه عن مطالبه الحقيقية، وخلق عدو خارجي، واصل رئيس الجمهورية،عبد المجيد تبون، سيايته هذه بتعيين أحد العسكريين المتشددين ضد المغرب، في منصب مهم في الرئاسة الجزائرية. تبون الذي وضعه النظام الجزائري لتنفيذ أجندة مستحكمة في العقيدة العسكرية الجزائرية، اختير له في منصب المستشار المكلف بالشؤون الأمنية والعسكرية، اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، وهو عضو "اللجنة الجزائرية للتضامن مع البوليساريو"، ومعروف عنه عداءه الشديد مع المغرب. وحسب متتبعين في الجزائر، فإن قرار تعيين اللواء المتقاعد كمستشار للرئيس، مكلف بالشؤون الأمنية والعسكرية،والذي تم بموجب مرسوم رئاسي مؤرخ في 12 فبراير 2020 ، الغرض منه بعث رسالة مشفرة للمغرب مفادها أن رئاسة تبون، والنظام الذي يحكم عبره، لن تكون فيها اي انفراج بين البلدين الشقيقين. هذا الإمعان في إظهار العداء ضد المغرب، وبطرق متعددة مختلفة، لم يجد له المتتبعون من جواب، سوى أن النظام الجزائري يعيش حالة من التخبط، ولايجد من وسيلة لفك شفرة الحراك الشعبي، الذي تواصل لمدة سنة كاملة، دون أن يفقد زخمه، هو البحث عن عدو خارجي جعله مشجبا لكل مايقع في بلاد الشهداء. لكن وحسب الأصداء التي ترشح من داخل الجزائر، لم يستطع النظام هناك، من جعل الشعب يلتف حول قيادته في مسعاها هذا، وربما هذا مايجعل النظام يكثر من رسائله في اتجاه إعلان العداء ضد المغرب. فلا الشعب الجزائري، انجر في هذه السياسة الغبية، والحراك فقد بريقه، ورغم ذلك يصر تبون ونظامه، على مواصلة هذه السياسة العقيمة، والتي تثير الشفقة، وتكشف أن النظام هناك لارغبة له في الاستجابة لمطالب الشعب الحقيقية، وأنه فقط يناور لكسب الوقت، في انتظار أن يعلن الشعب الجزائري، فضه لمسيراته الأسبوعية، والركون إلى المهادنة والقبول بسياسة الأمر الواقع. وفي تعليق موقع جرائري على سؤال: لماذا تشن الجزائر حروبا في الكواليس ضد مصالح المملكة حتى اصبحت العلاقة بين البلدين الشقيقين تثير الاستغراب؟، اعتبر كاتب المقال أن زوال هذه السياسة مرهون بزوال جيل الحرب الباردة بكامله في الجزائر، ومرهون أيضا بظهور جيل قيادي جزائري جديد غير ملوت ثقافيا، بإمكانه التفاوض مع الجيل القيادي الجديد في المغرب، جيل البراغماتية والمشاريع، جيل غير مؤمن كثيرا بإيديولوجيات الزمن البائد . ويكشف هذا الموقف حقيقة مايعانيه النظام الجزائري، الذي لم يستطع أن يتخلص من عقدته المستحكمة، حتى وهو في ظل أزمة سياسية واقتصادية، لامثيل لها، تهدد الجزائر، لاقدر الله، بالدخول في مستنقع مظلم، وتجعل البعض يضع يده على قلبه، وهو يتذكر فترة العشرية السوداء.