بينما يحاول الرئيس الجزائري، القفز على المطالب الحقيقية للحراك الشعبي في بلاده، وإعلانه جعل تاريخ الحراك عيدا وطنيا، يواصل كذلك عنترياته في القفز على حقائق المكاسب التي يحققها المغرب على الأرض في صحرائه، ويعلن عداءه للدول الإفريقية التي افتتحت مصالح قنصلية لها بالصحراء المغربية. تبون المقسم بين ملف إبنه المتابع في قضية كوكايين وهران، والحراك الشعبي الذي يدشن غدا الجمعة سنته الأولى، مع استمرار وهجه المصمم على إنهاء النظام، وليس فقط تغيير وجوهه، يبدون أن ذلك لايحرك من أولوياته، في الاستمرار في النظر بعيدا عن قدميه، ومواصلة دعم سياسة النظام القائمة على أن العداء للمغرب، هي أولوية أولوياته، ولو ضد مصالح شعبه. تبون الذي "أذرف" الدموع هو يشاهد التقرير التلفزي الذي يفضح واقع الفقر والخصاص الشديد الذي يعانيه شعبه، هو نفسه تبون الذي أْعلن قبل ذلك سعيه لبناء ينية تحتية في تندوف لفائدة عصابة البوليساريو، وقراره تقديم ملياري دولار لجنوب إفريقيا، من أجل دعم مخطط الانفصاليين. بون الذي يعيش كل هذه المشاكل في بلاده، والتي هي على شفا حفرة من الإفلاس، برأي رئيس حكومته، وكذا برأي المنظمات المالية الدولية، انشغل عن كل ذلك ولم ينس أن يعلن "بغضب"، أن إقدام حكومة جمهورية كوت ديفوار على فتح ممثلية قنصلية بمدينة العيون بالصحراء المغربية يعد"إخلالا بالالتزامات المترتبة عن العقد التأسيسي للاتحاد الأفريقي"! بيان وزارة خارجية تبون قال أن بلاده "أخذت علما بإقدام حكومة جمهورية كوت ديفوار على فتح ممثلية قنصلية بمدينة العيون بالصحراء المغربية"، مضيفا أن "مثل هذا الفعل الصادر عن عضو مؤسس للاتحاد الافريقي إخلال بالالتزامات المترتبة عن العقد التأسيسي للاتحاد وهو في ذات الوقت خرق صارخ للقانون الدولي وللوائح مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص قضية تصفية الاستعمار"! وحتى يهون من حجم هذه الصفعات المتتالية التي أفقدت النظام الجزائري صوابه، قال البيان "مهما يكن من أمر فإن إقدام بعض الدول الافريقية المؤسسة للأسف للاتحاد الافريقي على فتح ممثليات قنصلية بالصحراء الغربية لا يعدو كونه حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المناورات وسياسة الهروب إلى الأمام سوف لن تلبث أن يتجاوزها الزمن وتأتي عليها قوة القانون والشرعية الدولية والتمسك القوي للشعب الصحراوي بحقه الطبيعي والشرعي في تقرير مصيره"! النظام الجزائري يعلم جيدا أن مايقوم به هو لاعلاقة به بمطالب شعبه الحقيقية، والتي تردد كل أسبوع على أرض الواقع، وأنه بسياسته تلك إنما يحاول تقديم بعش الشرعية لهذا النظام الذي يفتقد الشرعية الحقيقية التي يمنحها الشعب.. يعلم جيدا أنه لايسطيع إلا أن يخلق عدوا وهميا، حتى يبرر وجوده، كما يعلم جيدا أن الشعب الجزائري لم تعد تنطلي عليه مثل هذه السياسة، وأن كان يشكل في ذلك، فماعليه إلا أن ينصت غدا الجمعة لمطالب شعبه في حراكه الذي امتد لسنة كاملة، مرددا جملة واحدة "براكا من العصابة".