رجال أعمال، مثقفين، اقتصاديين، إعلاميين، سياسيين، ونشطاء في المجتمع المدني ... فرقتهم الاهتمامات ووحدهم الانتماء للبلد الواحد الذي اختاروا مناقشة طرق تمثيله في المهجر، خلال الدورة الثالثة للصالون المغربي الألماني، الذي نظمته الجمعية المغربية الألمانية للثقافة والإندماج، بمدينة دارمشتاط الألمانية. النقاش الذي احتضنه فضاء مطعم مغربي بمدينة دارمشتاط الألمانية، سلط الضوء على موضوع الصور النمطية لمغاربة ألمانيا داخل الإعلام والمجتمع الألماني، حيث تنوعت المداخلات التي حاولت تناول الموضوع من زوايا مختلفة، بعد أن اعتبر الإطار البنكي مصطفى لمسيد القادم من مدينة فرانكفورت، أن مغاربة ألمانيا شبه غائبين عن الإعلام الألماني سواء تعلق الأمر بصور إيجابية أو سلبية، مذكرا بالتناول الإعلامي الذي سلط الضوء على المغاربة عقب اتهام بعض المغاربة في أحداث رأس السنة التي شهدتها مدينة كولونيا سنة 2016، وهو ما اعتبره لمسيد تناولا أضر بسمعة المغاربة وتواجهم، ليطرح السؤال عن كيفية تشكيل لوبي قوي يدافع عن مصالح المغاربة. من جهته اعتبر رجل الأعمال هشام أومشيش القادم من مدينة فيزبادن، أن الصور النمطية السلبية تبقى نسبية و الدليل على ذلك أنه لا يجد أية صعوبات في التعامل مع الآخر و لا في إثبات ذاته و النجاح في المجتمع الألماني. أما عبدالصمد اليزيدي الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، فقد فضل التخلص من تعريف جالية كخطوة نحو المواطنة الكاملة التي تضمن الاندماج الكامل داخل المجتمع الألماني. من جهتها رأت سعاد الرايس القرطبي، المقيمة في ألمانيا منذ 47 سنة، أن الانفتاح على الآخر خطوة للتعريف بالثقافة المغربية، التي ترجمتها عمليا من خلال افتتاح مطعم مغربي، والذي كان بالمناسبة فضاء لاستقبال الصالون المغربي الألماني في أجواء مغربية. القنصل العام بثينة الكردودي الكلالي، التي كانت من ضمن الحاضرين للصالون، رفقة ممثلين عن القسم الاجتماعي والثقافي للقنصلية المغربية بفرانكفورت، أكدت على ضرورة انفتاح الجالية على المجتمع الألماني و على المشاركة السياسية بحكم كونهم مواطنين مغاربة ألمان و دعمهم لبعض و تقديم نموذج في النجاح، لأن ثنائية انتمائهم تعد قيمة مضافة لهم و نجاحهم في بلد الاستقبال هو نجاح للمغرب أيضا. في حين دعت ناديا يقين رئيسة الجمعية المغربية الألمانية للثقافة والاندماج إلى ضرورة تكوين شبكة متعددة التخصصات من خلال اللقاءات التي يقوم بها الصالون الثقافي المغربي الألماني، كما أكدت على أهمية المشاركة والانخراط السياسي في الأحزاب السياسية، وكذا خلق مبادرات تواصل وحوار وعمل مشترك مع مثقفين ومفكرين وسياسيين وإعلاميين ألمان، والاشتغال على الذاكرة الجماعية للمغاربة في ألمانيا وتعزيز التواجد في الإعلام الألماني بنماذج مشرفة وأيضا تأسيس ما يمكن الاصطلاح عليه بالإعلام المضاد في ألمانيا. ومن بين التوصيات التي اتفق عليها المشاركون، الحرص على تنظيم الصالون الثقافي المغربي الألماني بشكل دوري وتعميمه على مدن ألمانية أخرى، مع الدعوة إلى تأسيس مركز ثقافي مغربي أو دار المغرب، إلى جانب تقوية الحضور المغربي في الإعلام الألماني، وخلق مبادرات مشتركة مع مثقفين ومفكرين وإعلاميين ألمان. ودعا المشاركون أيضا إلى دعم المشاركة السياسية للمغاربة الألمان، مع دعم اللغة العربية من خلال ورشات في الكتابة، ودعم حضور المرأة المغربية في الساحة الألمانية، إلى جانب تأسيس جمعية تضم رجال الأعمال المغاربة الألمان لدعم المبادرات الثقافية المغربية.