بانتهاء هذه السنة الميلادية الجارية تكون منظمة الخدمات الإجتماعية والإرشادات بألمانيا والمنظمة الغير حكومية "حركة الإنطلاقة الجديد" قد أشرفا على نهاية الذكرى الخمسين للهجرة المغربية بألمانيا. وكما تعلمون فقد انطلق منذ بداية شهر مايو 2013 في مدينة دوسلدورف أكبر و أهم برنامج تأطيري-ثقافي-سياسي على مستوى الجمهورية الفدرالية الألمانية للاحتفال بهذه الذكرى المشرفة والتي استطعنا في ضمنه - و بمشاركتم و مساندتكم القيمين - بالاشراف على أكثر من 40 مبادرة ثقافية, تأطيرية, فنية, علمية و سياسية في مدينة دوسلدورف و ما جاورها. نحن نشكركم جزيل الشكر على مواكبتكم وتشجيعكم ودعمكم لذكرى المغاربة لتواجدهم في ألمانيا لنصف قرن من الزمن ولمشروعنا للنهوض بالجالية وقضاياها ونتطلع دائما للمزيد من العمل المشترك و الدعم المستمر. هذا البرنامج حقق انتاجا مهما و صدى مميزا في ألمانيا و المغرب. حيث سانده عدد من صناع القرار الأساسيين في ألمانيا من ضمنهم رئيسة وزراء ولاية شمال الراين فيسبفاليا هانلور كرافت التي أكدت على تمسكها بالجالية المغربية بألمانيا ّكجزء لا يتجزء من المجتمع الألماني". وكذلك عدد من البرلمانيين على صعيد الإتحاد و الولاية مثل البرلماني الإتحادي يورغن كليمك الذي استقبل في مقر الحكومة الفيدرالية الألمانية وفدا من الجالية المغربية بألمانيا وعبر في رسالة لاحقة للسفير المغربي ببرلين عن رصده وتأييده للإصلاحات التي خاضها المغرب, خصوصا في ميادين حقوق المرأة, الصحافة و حرية التعبيير. وكذلك البرلماني عارف أونال, رئيس لجنة الإندماج ببرلمان ولاية شمال الراين فيستفاليا, الذي تحمل عبئ تأطير المبادرة الإختتامية لخمسينية الهجرة المغربية بألمانيا. كذلك لقت خمسينية المغاربة بألمانيا دعما كبيرا من كثير من الأكادميين المهمين من جامعة أوسنابرك وجامعة فرانكفورت و جامعة طوبنغن و جامعة أيرلانغن و شخصيات ألمانية بارزة مثل البروفسور شتاينباخ, المستشار السابق للحكومة الفدرالية الألمانية و البروفيسور أوشار, رئيس المعهد العالي الحكومي للدراسات الإسلامية بألمانيا و الاعلامي مازياك, الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا. كما حصل هذا البرنامج على دعم من عديد من المؤسسات المغربية مثل مجلس المغاربة المقيمين بالخارج و كذلك مؤسسة الحسن الثاني برعاية مباشرة من أمينها العام الدكتور الزاهي و وزارة الثقافة بمجهود مميز من طاقم الوزارة وعدد من المؤسسات الأخرى و الشخصيات البارزة في المغرب. أكدت الجالية المغربية بألمانيا, من خلال انشطتها بمناسة هذه الذكرى الخمسينية على الدور المتنامي الذي يلعبه مغاربة ألمانيا في المجتمع المدني و السياسي في ألمانيا و اتساع دوائر نفوذهم لدى صناع القرار واكتسابهم المتزايد لمواقع اجتماعية مهمة و حساسة. ولم نتهاون أيضا في التأكيد على النمودج الحكيم الذي أنتجه المغرب في غضون الإضطرابات التي عرفها العالم العربي في السنوات الأخيرة و التنبيه على قطار الاصلاح الإجتماعي و السياسي الذي أطلقه المغرب و الذي يعد الفريد من نوعه في العالم العربي والاسلامي. يشهد خبراء متعددين للجالية المغربية بألمانيا بدور متنامي, سريع الوتيرة يساهم بشكل مباشر في مزيد من التنمية المستمرة للمجتمع المغربي. انطلاقا من قناعة, أن الأداء السياسي في العلاقات الرسمية بين ألمانيا و المغرب ضيق المجال على ان يكون العمود الفقري الذي يعول عليه في احداث نظرية ايجابية عن المغرب. فيبقى الأداء الإجتماعي-الثقافي للجالية المغربية داخل الديار الألمانية يصب بشكل مباشر و فعال في بلورة آراء ومواقف لصناع القرار الألمان, قابلة فيما بعد للترجمة في مواقف سياسية حاسمة. وفي نطاق هذا المنهج ستكون الدولة المغربية عبر مؤسساتها المكلفة بالجاليات المغربية في العالم حكيمة في متابعة ورصد وبحث و دراسة كل ما يتعلق بالثقافة المغربية في المهجر و تسخير هذا في انتاج بدائل حقيقية تعتمد على بعد ثقافي معمق لتقليص ميادين الاخفاق السياسي كما شاهدناه في الماضي وتكريس العلاقات الاجتماعية بين الجاليات المغربية عبر العالم و أصحاب القرار السياسي من ناخبين و منتخبين في المجتمعات الغربية. و تكون أحسنت أيضا لو أقامة تقييم لدعم المشاريع الثقافية, الفنية و الابداعية للمغاربة بالخارج مع الاستفادة من التجاريب الفاشلة في الماضي, ودائما بقناعة أنها المستفيد الأول و الرئيسي من هذه المعادلة المعاصرة لعلوم المجتمعات في زمن العولمة. منظمة الخدمات الإجتماعية و الإرشادات بألمانيا و شريكتها المنظمة الغير حكومية "حركة الإنطلاقة الجديد" سيبقوا على تمني و تفاؤل بالسنة الجديدة 2014 على أن تكون سنة النهضة بالجالية المغربية بألمانيا و بقضاياها. سنة أضافية لتأطير الجالية و الرفع بمستاواها. سنة تتسع فيها دوائر المشاركة الاجتماعية للجالية المغربية بألمانيا, على يقين أن لهذه المشاركة مردودية جد إيجابية لصورة المغرب و المغاربة بالمانيا, تصب مباشرة في خدمة القضايا الوطنية المشتركة للمغاربة داخل و خارج الوطن.