أكد الإعلاميون المشاركون في الحلقة الدراسية حول (الصور النمطية عن الإسلام لدى الرأي العام الألماني : أسبابها وأبعادها ودور الإعلاميين في معالجتها)، والتي اختتمت أعمالها اليوم في مدينة بون الألمانية، ضرورة التزام الإعلاميين في العالم الإسلامي وأوربا بأخلاقيات المهنة المتعارف عليها دولياً في تناول المواضيع المتعلقة بثقافات الشعوب وأديانها ومعتقداتها، وضرورة ربط حرية التعبير في وسائل الإعلام الأوروبية بالمسؤولية والقوانين الدولية ذات الصلة، وعدم الاكتفاء بالقوانين المحلية، وذلك انسجاماً مع مواثيق الشرف وأهداف وتوجهات الاتحاد الدولي للصحافيين. ودعوا المؤسسات الإعلامية الألمانية إلى المساهمة في الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال إسناد مهمة المتابعة الإعلامية لقضايا الإسلام والمسلمين لصحافيين لديهم معرفة وإلمام بالثقافة الإسلامية، وتوظيف مراسلين ومحررين من أصول مسلمة من ذوي الخبرة . وأكدوا أهمية تعزيز علاقات التعاون والتشاور وتبادل المعلومات بين الإعلاميين الألمان ونظرائهم في العالم الإسلامي من خلال إنشاء شبكات تواصل وروابط صداقة وتبادل الزيارات، ودعوا الإيسيسكو إلى الإسهام في دعم هذا المسعى وتحقيق أهدافه. كما أكدوا حاجة الإعلاميين من أصول مسلمة في أوروبا إلى تطوير وتعزيز ثقافتهم القانونية ذات الصلة بمجال الإعلام وحقوق الإنسان، بما يسمح لهم بالدفاع عن هويتهم وثقافتهم الإسلامية في إطار القوانين والمعاهدات الدولية المتعارف عليها. ودعوا المؤسسات الإعلامية في ألمانيا، وفي أوربا بشكل عام، إلى تفعيل مبدأ الرقابة الذاتية واحترام مقتضيات القانون الصادر عن الأممالمتحدة الداعي إلى عدم الإساءة إلى الأديان. كما دعوا الإيسيسكو إلى بحث سبل التعاون مع الاتحاد الأوروبي والمؤسسات التابعة له، في المجالات المتعلقة بالمعالجة القانونية لظاهرة الإسلاموفوبيا والصور النمطية عن الإسلام في الإعلام الأوروبي، استنادا على قيم حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا. وأكدوا أهمية المنهاج الدراسي حول معالجة الصور النمطية المتبادلة في وسائل الإعلام الذي أعدته الإيسيسكو، ودعوها إلى تنظيم دورات بشأنه لفائدة الإعلاميين في ألمانيا بالتعاون مع أكاديمية دوتش فيلي الألمانية المتخصصة في التكوين الإعلامي، ومؤسسة قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي، والاستفادة من خبرة المؤسسات الجامعية والعلمية الألمانية، التي تعنى بدراسة الصور النمطية عن الإسلام في وسائل الإعلام والكتب والمقررات الدراسية. وأوصوا باستثمار الخبرات والكفاءات الإسلامية الإعلامية في ألمانيا، من أجل تنفيذ برنامج الإيسيسكو لتدريب الإعلاميين والمنهاج الدراسي حول معالجة الصور النمطية حول الإسلام. ودعوا المسلمين في ألمانيا إلى الاندماج في المجتمع الألماني من خلال تأسيس جمعيات أهلية، والانخراط في التنشيط الثقافي والإعلامي والفني والأدبي والرياضي والخيري، للمساهمة في تغيير الصور النمطية السلبية لدى الرأي العام الألماني. وأكدوا أهمية التعريف بالحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية للجاليات والأقليات المسلمة في ألمانيا من خلال اتباع المساطر القانونية والإدارية الجاري بها العمل، ونبذ العنف والتطرف، واتخاذ الإجراءات الهادفة إلى نشر ثقافة الحوار والتفاهم والتسامح والعيش المشترك. ويذكر أن الحلقة الدراسية عقدتها الإيسيسكو في مدينة بون يومي 4 و5 يوليو الجاري، وشارك في الحلقة 27 إعلامياً من صحف وقنوات تلفزية ألمانية. وحضر جلستها الافتتاحية، السيد وائل الغيار مساعد ومستشار وزير الاندماج في حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا، والدكتور لؤي مدهون، مدير مؤسسة قنطرة للحوار الإسلامي، و الدكتور المحجوب بنسعيد ، ممثل الإيسيسكو، وعدد من الأساتذة الجامعيين والخبراء، وممثل نقابة الصحافيين في ألمانيا.