أصبح من الضروري تشجيع إنشاء شبكات للتواصل بين الإعلاميين في العالم الإسلامي وزملائهم في أوربا، وتأسيس منتديات واتحادات وروابط تتيح مساحة أوسع من الحوار والتواصل بين الإعلاميين من جميع أنحاء العالم لمواجهة ظاهرة الخوف من الإسلام والمسلمين والرد على حملات التشويه الإعلامي. كما أصبح من الواجب تعزيز علاقات التعاون المهنية بين الإعلاميين والصحافيين من العالم الإسلامي وأوربا في إطار الزيارات السياحة الثقافية المتبادلة والدورات التدريبية والحلقات الدراسية المشتركة بهدف التقريب بين وجهات النظر المتفاعلة بخصوص احترام التنوع الثقافي للشعوب،والتوقف عن ترويج ثقافة التمييز العرقي،والإساءة إلى المعتقدات الدينية والقيم الأخلاقية للآخر. لقد تمكنت بعض وسائل الإعلام الجماهيرية في أوربا،بما تمتلكه من قدرة على الانتشار وقوة الجذب والتأثير،من أن تجعل الصورة النمطية المشوهة عن الإسلام والحضارة الإسلامية ضمن اهتمامات الإنسان الأوربي حتى أصبحت - وخصوصاً في أوقات الأحداث والأزمات- حديث المجالس والمنتديات،ومن هنا تنبع الخطورة الجسيمة للدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في ترسيخ الصورة النمطية للإسلام في ذهنية المواطن الأوروبي العادي وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا على نطاق واسع.وفي دراسات وأبحاث علمية أعدها خبراء من أوربا ومن العالم الإسلامي،تم التأكيد على أن لبعض وسائل الإعلام في أوربا المسؤولية المباشرة في تكوين صورة سلبية في المتخيل الجماعي عن الإسلام والمسلمين،حيث نجحت هذه الوسائل إلى حد كبير في تضليل الرأي العام الأوربي الذي لا يعرف عن الإسلام إلا ما تنقله إليه من صور وأخبار وتحليلات وتعليقات موجهة توجيها يهدف إلى أن تتكون في ذهنية المواطن الأوربي العادي صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين ووعيا من الإيسيسكو ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت واتحاد الإذاعات الإسلامية ومعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية في مدينة ليل بفرنسا بالتحديات المرتبطة بظاهرة الإسلاموفوبيا،وإدراكا منهم لأهمية تعزيز التواصل والتعاون بين الإعلاميين في العالم الإسلامي وفي أوربا من أجل بناء الثقة وتأسيس شراكة مهنية وعقلانية بعيدا عن الانفعال والتشنج،سيتم عقد هذا الملتقى بمقر معهد ابن سينا خلال يومي 9-10 نونبر 2012.وسوف يشارك في أعمال هذا الملتقى عدد من الإعلاميين من أوربا ومن العالم الإسلامي يمثلون الإعلام المكتوب والسمعي البصري ووكالات الأنباء والجمعيات والتنظيمات المهنية،وخبراء في قانون الإعلام وحقوق الإنسان. من أهداف الملتقى،تشخيص أسباب انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا ودور الإعلام في ذلك،دعم التعاون والتنسيق بين الإعلاميين من أجل تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والتمييز بين حرية التعبير والإساءة إلى الأديان ونبذ العنصرية والكراهية وتوفير متطلبات العيش المشترك،بحث سبل تطوير آليات التعاون بين الإعلاميين المسلمين وزملائهم من أوربا في إطار أخلاقيات المهنة واحترام القوانين الدولية للإعلام والاتصال. المحاور الرئيسة للملتقى ستكون حول الصور النمطية عن الآخر في وسائل الإعلام بين حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان،ومتطلبات تعزيز التواصل والتعاون بين الإعلاميين في العالم الإسلامي وأوربا،للحد من الصور النمطية المتبادلة ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا وتوفير مقومات العيش المشترك. وستعقد جلسات عمل حول " النمطية عن الآخر في وسائل الإعلام : بين حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان"،و" منهاج تكوين الصحافيين لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام في وسائل الإعلام"،و" متطلبات تعزيز التواصل والتعاون بين المؤسسات الإعلامية الإسلامية ونظيراتها في أوربا للحد من الصور النمطية المتبادلة ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا وتوفير مقومات العيش المشترك"،في ختام الملتقى الدولي يعرض مشروع والتقرير الختامي والتوصيات،واعتماد "ميثاق ليل حول الحد من الصور النمطية عن الآخر". يذكر أن الجهات المكلفة بتنظيم الملتقى،يمثلها الخبير المكلف بمتابعة تنفيذ النشاط،الدكتور المحجوب بنسعيد رئيس قسم الإعلام في الإيسيسكو نيابة عن المنظمة،والدكتور محمد بشاري مدير معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية.