بعد أن ورطت الدبلوماسية الجزائرية نفسها في الكشف علانية عن عدم "حيادها" المزعوم في قضية الصحراء المغربية، حاولت تدارك خطئها بالدفع بصنيعتها البوليساريو، لإصدار بلاغ لاحق، للتنديد بافتتاح قنصلية غامبيا بمدينة الداخلة. ففي بلاغ لها، وبأمر من السلطات الجزائرية، أدانت مايسمى ب"وزارة الخارجية الصحراوية"، قرار غامبيا إفتتاح تمثيل قنصلي بمدينة الداخلة، معتبرة الخطوة ب"اللامسؤولة" وب"العدوان غير المبرر". وأصاف بيان الوزارة الوهمية أنه سيتم الرد على هذا القرار عبر اتخاذ الموقف المناسب والخطوات الضرورية للدفاع عن سيادة الجمهورية الصحراوية وفقا للقانون التأسيسي لمنظمة الإتحاد الأفريقي وما يتماشى مع القانون الدولي. بلاغ "الممثل الوهمي للشعب الصحراوي" جاء بعد بلاغ مماثل للنظام الجزائري، وهو مايكشف أن من يدير المشهد هو النظام الجزائري فعليا، وليس البوليساريو، التنظيم اللقيط، وهو مافضح النظام لدى شغبه، وأيضا لدى المجتمع الدولي. لكن وأيضا كشف هذا الخطأ القاتل، عن تضرر النظام الجزائري من الضربات المتوالية التي تلقاها في الفترة الأخيرة من خلال إفتتاح عدد من الدول الإفريقية لتمثيليات ديبلوماسية لها بالمدن الجنوبية المغربية، ماأفقدها صوابها وجعلها ترتكب هذا الخطأ الذي فضح حيادها المزعوم. وليست المرة الأولى التي تكشف فيها الجزائر عن وجهها الحقيقي في قضية الصحراء المغربية، وتعلن عن كونها طرف أساسي في النزاع، حيث سبق لها أن أصدرت عبر خارجيتها بيانا يدين افتتاح المغرب لقنصلية دولة جزر القمر، قبل أن يعقب ذلك بيان للقيادة الصحراوية كان متلكئا و مليئا بالعبارات و الكلام غير الدبلوماسي. وعلقت منابر إعلامية عربية و دولية على بيان الجزائر، و قالت "أن الجزائر لم تكن مضطرة لتوريط نفسها في ذلك البيان ولأنها تريد البقاء بعيدا عن الصراع بأن يقتصر دورها على احتضان اللاجئين و توفير متطلباتهم". و أضاف المحللون "أن الجزائر بهذا البيان تكشف عن نوايا غير حميدة و تؤكد صحة اتهامات الرباط لها باستغلال الصحراويين و التغرير بهم و ابتزاز المغرب لتحقيق أهداف غير معلن عنها". ويبدو أن افتتاح قنصلية دولة غامبيا بحضور إعلامي دولي كبير، و التأكيد على أن هناك دولا أخرى إفريقية و غير إفريقية ستفعل نفس الشيء خلال القادم من الشهور، يكشف العجز الكبير للدبلوماسية الجزائرية، التي لم تستطع رفقة الحلفاء الذين أصبح وزنهم الإفريقي ضعيف جدا، من الضغط على الدول التي افتتحت قنصلياتها و بالتالي ظهر بالملموس أن كل التهديدات السابقة كانت مجرد ردات فعل للحفاظ على ماء وجه القيادة الصحراوية و من خلفها الجزائر.