لازال جنرالات العسكر بالجارة الجزائر عاجزون عن استيعاب أنهم باصطفافهم في خند البوليساريو إنما يراهنون على خيار خاسر لا مستقبل له، وخير دليل انحصار لائحة الدولة التي تعترف بالجمهورية الوهمية مؤخرا بفضل الاكتساح الكبير الذي حققته الديبلوماسية المغربية إفريقيا وعلى مستوى القارة الأمريكية الجنوبية. آخر حلقات مسلسل التحرشات الجزائرية كان بعد إصدار الجارة الشرقية لبلاغ رسمي تعتبر من خلاله قرار غامبيا افتتاح قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة المغربية "عملا استفزازيا يهدف إلى تقويض عملية تسوية مسألة الصحراء التي تتم تحت رعاية الأممالمتحدة، وينتهك القواعد والمبادئ التي تحكم وضع الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي والحق غير القابل للشعب الصحراوي في تقرير المصير"، وكأن الأمر يتعلق بموضوع سيادي يهم . وجاء في البلاغ الصادر عن الخارجية الجزائرية أن هذه الخطوة المغربية الغامبية تعد "انتهاكا صارخا لمعايير القانون الدولي، والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة في ما يتعلق بمسألة الصحراء". من يتابع هذه اللهفة الجزائرية المزعومة للدفاع عن حقوق "المستضعفين" كما يسميهم نظام العسكر يخيل إليه أن الشعب الجزائري غارق في نعيم الحرية والرفاهية الاقتصادية، بينما واقع الحال يقول أن الملايين من الإخوة الأشقاء في الجارة الشرقية لازالوا يجوبون الشوارع منذ ما يقارب السنة مطالبين بنظام حكم ديموقراطي حقيقي يعيد إليهم حقهم في خيرات البلاد التي ظل الجنرالات ينهبونها لسنوات طوال.