كان توقيت إعلان دولة جزر القمر، فتح سفارة لها في مدينة العيون، موفقا، حيث نقل موقع الجزائر تايمز، أن الخبر هز أركان مؤتمر البوليساريو بمنطقة تيفاريتي. حيث أعلنت دولة جزر القمر على مرأى و مسمع من العالم، أنها قررت تثبيت أركان مغربية الصحراء، في صفعة مدوية و هي تعلن افتتاح قنصلية عامة بمدينة العيون، و ترفع على المقر علم وطنها، و تعلن للعالم أنها تدعم المغرب ظالما و مظلوما. و لأن توقيت الإعلان عن الخبر و التدشين كان موجعا جدا ومهين لقيادة البوليساريو، ومن خلفها الجزائر، على اعتبار أن القيادة داهمها الخبر و هي في خلاء تيفاريتي تقيم مؤتمرها ال15، فقد شعرت أنها تعرضت لخيانة عظمى من دولة من الإتحاد الإفريقي الذي لم يتحرك للرد على الخطوة. الجزائر التي ابتلعت لسانها ولم تستطع أن تتحدث عن مايقوم به حفتر على حدودها ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، وصفت بالمقابل قرار حكومة جزر القمر بفتح ممثلية قنصلية بالعيون، ب "اجراء شديد الخطورة ويعتبر انتهاكا للقانون الدولي"، حسبما أشار اليه بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية. وأضاف البيان الجزائري أن "الجزائر ترى في النهاية أن قرار سلطات جزر القمر يعد انتهاكا خطيرا لمبادئ التضامن الفاعل التي ينبغي أن يسير العلاقات بين الدول الافريقية إذ يتعلق الأمر أساسا بالتمسك و الدفاع في كل ظرف عن القواعد و المبادئ المتضمنة في العقد التأسيسي للاتحاد الافريقي". وخروج الجزائر عن وعيها، يكشف استمرار النظام القائم، في اجترار نفس السياسة، خاصة بعد أن اعتبر الاتحاد الإفريقي القرار شأنا سياديا لدولة جزر القمر، و هو الأمر الذي دفع قيادة البوليساريو، وفق نفس الموقع، لتشعل الضوء الأحمر و تمنح صحافة الرابوني إذنها للرد على الخطوة الدبلوماسية لجز القمر. المشكلة أن جزر القمر هي ثاني دولة تفتح قنصلية لها بمدينة العيون، بعد الكوت ديفوار، و هناك مشاريع لافتتاح اربعة قنصليات أخرى خلال سنة 2020، منها غامبيا التي ستتفتح قنصليتها بالداخلة.