انتقدت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، لطيفة أخرباش، المعالجة الإعلامية للعنف ضد النساء، معتبرة أن الأمر يتم بسطحية اعتمادا على الإثارة بدل المعالجة الجادة، مما يكرس لصورة نمطية تحط من كرامة النساء. أخرباش أوضحت في حديث مطول لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الهاكا" تفضل عدم إعطاء إملاءات للصحفيين عن كيفية معالجة القضايا المرتبطة بالنساء، مقابل تتبع المضامين بعد نشرها طبقا للمقتضيات القانونية والتنظيمية ذات الصلة بالاتصال السمعي البصري، وهو ما كشف ضعف حضور المرأة المرأة كفاعل ومصدر خبرة في هذه المضامين. وباستحضارها للغة الأرقام، كشفت أخرباش أن حضور المرأة في البرامج الإخبارية و النقاش والفعل العمومي والسياسي يبقى ضعيفا، حيث لم تتعدى نسبة مداخلات النساء 15 في المائة سنة 2019 ، في الوقت الذي لم تتعدى نسبة حضورهن ضمن صنع الخبر 20 في المائة، أغلبها في الجانب المجتمعي، بينما يغيب حضور النساء في صنع الخبر داخل خانة السياسي والاقتصادي. وكما العادة بقيت الوصلات الإشهارية وفية للصور النمطية التي تحصر حضور النساء داخل الفضاء الخاص، كعنصر خاضع. وعن دور النساء الإعلاميات في تشكيل قوة ضاغطة للدفاع عن قضية المساواة، فضلت رئيسة "الهاكا" إشراك الرجال لخلق ضغط مضاعف يتبنى قضايا المساواة داخل الأعمال الصحفية التي تحمل توقيع الصحفيين الرجال، تماشيا و الحملة الأممية المناهضة للعنف ضد النساء، التي أطلقت هذا العام شعار "الذكورة الإيجابية". وتبقى المناصب القيادية كما العادة بعيدة المنال عن النساء الإعلاميات، حيث يحتكر الرجال مناصب المسؤولية، رغم الجهود التي بدلت من أجل القضاء على الممارسات التمييزية.