مصطفى سلمى* يطالب مجلس الامن بحل سياسي واقعي وعملي ودائم لمسألة الصحراء الغربية على أساس من التوافق مدد مجلس الامن سنة من عمل بعثة المينورسو في الصحراء، خلافا للدينامية التي اتبعتها الاممالمتحدة مؤخرا بالتمديد لستة اشهر للضغط على الاطراف من اجل احزام تقدم في مسلسل التسوية. و السبب في هذا التمديد،كما التأخر في تعيين مبعوث اممي جديد، راجع فقط و فقط الى ان الجزائر الراعي الرسمي و الداعم الدولي الاول للبوليساريو منشغلة بوضعها الداخلي، و لم تحسم نخبها خيارات و توجهات جزائر ما بعد الحراك. ما يعني ان المجتمع الدولي يعتبر الجزائر هي الشريك الفعلي في العملية السياسية و ليس جبهة البوليساريو. اعادة التأكيد على استمرار المائدة المستديرة كآلية للنقاش و التفاوض، يعني انه لا حل للنزاع دون التقارب الجزائري المغربي. و التقارب الجزائري المغربي يعني فك عقدة الاتحاد المغاربي، و فتح الحدود و التبادل التجاري الحر، و هو ما يعمل عليه المغرب بالتزامه الحياد فيما يتعلق بالصراع بين النخب الجزائرية المستمر منذ ازيد من ثمانية أشهر. اتحاد مغاربي حقيقي يعني حل مشكل نزاع الصحراء في اطار تسوية جزائرية مغربية بالدرجة الاولى تبقى الصحراء تحت السيادة المغربية بصيغة حكم ذاتي او شكل من اشكال الاتحاد، و تضمن للجزائر ربط جنوبها الغربي و ثرواته بموانئ الاطلسي القريبة، و استغلال البنية التحتية في الصحراء و خاصة شبكة الطرق لربط الجزائر تجاريا بافريقيا عن طريق تيندوف العيون المعبدة ( حوالي 600 كلم ) عكس طريق تيندوف زويرات التي لم تستفد منها الجزائر بسبب عدم تأهيلها. الواقعية التي يشترط مجلس الامن في الحل هي رسالة للصحراويين ليكيفوا مطالبهم مع الممكن. و بالتالي على عموم الصحراويين، و بخاصة سكان المخيم، ان يتحرروا من الاوهام التي تسوق قيادة الجبهة، و ان لا يستمروا في الانسياق وراء العواطف و الخطب الدعائية من قبيل مراجعة العلاقة مع الاممالمتحدة، و التهديد بحرب لن تكون ابدا. و ان حصلت فالصحراويين سيكونون الخاسر الاكبر فيها. * نشره المبعد الصحراوي من تيندوف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود على حائطه بالفيسبوك