يراود مجموعة من الطلبة المتميزين حلم متابعة دراستهم الجامعية بالخارج غير أن غياب الإمكانيات المادية والمحفزات تقف عثرة في طريق تحقيق حلمهم، لكن بفضل برنامج "إيراسموس Erasmus+ الممول من قبل الاتحاد الأوروبي يمكن للطلبة الشباب الاستفادة من منح إما للتنقل أو لمتابعة دراستهم بالديار الأوروبية. عن فكرة هذا البرنامج وأهدافه والخدمات التي يقدمها للمستفيدين منه تحدثنا الدكتورة لطيفة دعداوي، المنسقة الوطنية لبرنامج إيراسموس Erasmus + بالمغرب بداية دكتورة لطيفة، ما هو برنامج " الاتحاد الأوروبي إيراسموس Erasmus+ " وماهي أهدافه؟ إيراسموس Erasmus+ هو برنامج للاتحاد الأوروبي للتربية،التعليم والشباب وهو برنامج تمويلي يمنح مجموعة من المنح للدراسة والتنقل بدول الاتحاد الأوروبي. البرنامج يواكب أيضا الجامعات المغربية ومؤسسات التعليم العالي في تنمية وتقوية قدراتها في إطار مشروع يسمى " Erasmus+ لتنمية القدرات"، والذي هو جزء من حوالي 37 برنامج مشروع، التي ساعدت في تطوير مجموعة من الديبلومات، على سبيل المثال صفة الطالب المقاول " l'étudiant entrepreneur" تم تطويره في إطار البرنامج. ويمنح كذلك برنامج إيراسموس Erasmus+ منح التميز للطلبة المغاربة المتميزين الراغبين في مواصلة دارستهم بسلك الماستر بالجامعات الأوروبية عبر نظام " Erasmus + Bources " والذي هو أعلى نظام منحة داخل البرنامج، دون أن ننسى برنامج التطوع الأوروبي الذي يمكن الشباب من المشاركة في الأوراش التطوعية والاستفادة من التبادل الثقافي التطوعي داخل دول الاتحاد الأوروبي. متى تم الشروع في تنفيذ هذا البرنامج وهل يمكنك تقريبنا من نسب المستفيدين منه؟ برنامج الاتحاد الأوروبي إيراسموس Erasmus+ انطلق في المغرب منذ سنة 2004 بأسماء أخرى في حين نجد أن Erasmus+ انطلق مند 2015 وسيستمر دائما في السنوات المقبلة وفي هذا الإطار استفاد حوالي 5538 طالب وأستاذ جامعي مغربي وأوروبي من منحة التنقل منهم 3000 مغربي ومغربية في حين استفاد 47 طالب وطالبة من منحة الامتياز. ما هي معايير وشروط الاستفاءة من منح البرنامج المقدمة لفائدة الشباب الراغبين في مواصلة دراستهم بالخارج؟ بالنسبة لمنح التنقل فالجامعات هي التي تحدد شروط الاستفادة منها بحيث نجد من بين الشروط التوفر على ملف أكاديمي جيد بالإضافة لتمكن المستفيدة أو المستفيدة من التواصل باللغات الأجنبية. هل هناك شروطا اجتماعية؟ في الحقيقة ليست هناك شروطا اجتماعية فالبرنامج يمنح منحا دراسيا للطلبة المتميزين الذين يجب عليهم الجمع بين التميز الأكاديمي والتميز المعرفي بالإضافة للتشبع بمجموعة من القيم والتي من بينها الانفتاح، التشاركية، التضامن، احترام الآخر، التسامح ونبذ كل أشكال التطرف علما أن روح البرنامج هو الانفتاح على الثقافات، لكسر الحواجز ما بين المجتمعات والشعوب في ظل ما نعيشه من عولمة. كيف يتم توزيع المنح والأنشطة المقدمة للطلبة في إطار هذا البرنامج عبر الجهات المغربية؟ يمكنني أن أؤكد لكم أن جميع الجامعات العمومية المغربية تستفيد من برنامج إيراسموس Erasmus+، أما في ما يخص ترتيبها فنجد مثلا أن جامعة القاضي عياض تحتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني في ما يخص منح التنقل، متبوعة بجامعة عبد المالك السعدي، وفي الرتبة الثالثة نجد جامعة سيدي محمد بن عبد الله، والرتبة الرابعة من نصيب جامعة محمد الخامس، أما الرتبة الخامسة فترجع لجامعة الحسن الثاني، بينما تحتل جامعة الحسن الأول بسطات الرتبة السادسة وجامعة ابن زهر الرتبة السابعة وجامعة ابن طفيل الرتبة الثامنة وأخيرا نجد جامعة مولاي إسماعيل بمكناس في الرتبة التاسعة. ما هو تقييمكم لمستوى البرامج التي تشتغلون عليها وهل أنتم راضون عما تم تحقيقه من نتائج؟ لابد للإشارة إلى أن المغرب يحتل مكانة جد متميزة في الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في ما يخص هذا البرنامج بحيث أنه ثاني بلد يستفيد من منح التنقل بالإضافة لأنه يحتل الرتبة الأولى في حوض البحر المتوسط في ما يخص منح الامتياز علما أن نسب اختيار الطلبة المغاربة للاستفادة من منح الامتياز يصل ل 8% في حين نجد أن المعدل العالمي لا يتجاوز نسبة 5%، وأخيرا يحتل المغرب الرتبة الأولى على المستوى الإفريقي كبلد مستفيد من مختلف أنشطة برنامج إيراسموس Erasmus+ كل هذه الأرقام والنتائج تعتبر مفخرة لنا ولطلبتنا المغاربة كما أننا نتطلع للنسخة المقبلة للبرنامج التي ستمتد من 2021 إلى غاية 2027 والتي ستعرف مضاعفة في الميزانية العامة للبرنامج.