بلغ عدد المنح التي تم توزيعها على مؤسسات التعليم بالمغرب منذ 2014 ما مجموعه 2800 منحة وذلك في إطار برنامج الاتحاد الأوروبي للمنح “إيراسموس” بمعدل النصف لفائدة الطلبة والنصف الآخر لفائدة الأساتذة والأطر الإدارية. وذكر بلاغ لتنسيقية المكتب الوطني لهذا البرنامج بالمغرب أن الشق الخاص بالتعليم العالي في برنامج “إيراسموس” يقترح أربعة محاور يمكن لمؤسسات التعليم الجامعي الاستفادة منها تتمثل في الحركية الدولية لوحدات التكوين، والماستر المشترك في إطار “إيراسموس موندوس”، ومشاريع تعزيز القدرات، وبرنامج “جون مونيه”.
وأضاف البلاغ أنه في ما يخص تعزيز القدرات، تم إنجاز 33 مشروعا منذ 2014، منها مشاريع بنيوية تهم بالأساس مقاولات الشباب وضمان الجودة والمراقبة الداخلية في الجامعة وبنيات الابتكار والتعلم مدى الحياة وكلها مشاريع تحمل الإصلاح في طياتها، مشيرا إلى أن برنامج “إيراسموس +” يساهم أيضا في تحسين قدرة الجامعات المغربية على الاستجابة لحاجيات سوق العمل من خلال اندماجها في محيطها الدولي وتعزيز قدرتها على الابتكار بفضل تعاون متواصل مع الجامعات الأوروبية. ويصاحب برنامج “إيراسموس ” -يضيف البلاغ – الطلبة المغاربة في خطواتهم الأولى للدراسة في دول الاتحاد الأوروبي ويمكنهم من التعرف على أنظمة تعليمية مختلفة وممارسة لغات أجنبية واكتشاف ثقافات جديدة والانفتاح على الآخر، وكلها مقومات من شأنها أن تساعد هؤلاء الشباب من الحصول على عمل في مستوى تطلعاتهم بعد التخرج. وفي كلمة خلال حفل نظم مؤخرا وحضرته شخصيات عاملة في حقل التعليم العالي بالمغرب وممثلون عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب كلاوديا فيداي إنه “في وقت أضحى فيه الانكفاء الهوياتي مصدر تهديد حقيقي، فإن برنامج “إيراسموس ” يمثل ذلك الفضاء المحتضن للقيم العالمية التي نتقاسمها جميعا”. وفي شهادات قدمت بالمناسبة، تم التأكيد على أن هذه التجربة، التي يقف وراءها الاتحاد الأوروبي، لم تكن منعطفا في الحياة المهنية فحسب، بل في الحياة الشخصية كذلك. وانطلقت مغامرة “إيراسموس” قبل أكثر من ثلاثين سنة في أوروبا بهدف تمكين طلاب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من الدراسة في الجامعات الأوروبية. وانفتح البرنامج تدريجيا على بلدان أخرى، بما فيها المغرب سنة 2003.