قدمت يوم أمس الأحد 28 أبريل الجاري فرقة القناع الأزرق للمسرح والثقافة المغربية عرضها المسرحي المونودرامي "المرشومة" بالقصر الثقافي لبلدية تونس بالقصبة، في إطار الفعاليات التي تم الاحتفاظ بها بعد تأجيل المهرجان الدولي الثاني للمونودراما . المسرحية من تأليف عبد الإله الرابحي، إخراج عبد الرحيم النسناسي، تشخيص الفنانة التشكيلية والممثلة الواعدة خديجة نقاط ، الموسيقى والصوت عبد الصادق عبادة، الغناء أمينة بطاش. يتمحور النص المسرحي حول تيمة المرأة ويحكي قصة فتاة من ريف الشاوية انتظرت خطيبها سبع سنوات ببيت جدتها، التي كانت تحكي لها موروثا شفهيا من أيام الاستعمار بمنطقة الشاوية عن المرأة ونضالها ضد المستعمر أيام السيبة، تلك النساء اللواتي صنعن تاريخا كبيرا لكن كان مصيرهن النسيان، أمام التجبر الذكوري. ليعود أخيرا خطيب الفتاة ويقودها نحو المدينة، حيث يعمل حارسا لعمارة من ثلاثة طوابق، اكتشفت داخلها عالما آخر مغايرا لما كانت تعيش فيه .سكنت المرشومة مع زوجها الحارس بقبو تحت العمارة، وقضى نحبه بين خطي سكة القطار قبل أن يدخل بها. تتنقل شخصية "المرشومة" داخل العرض المونودرامي بين ثنايا الواقع المضحك المبكي، الذي تعيشه المرأة في وسط ذكوري، من خلال السفر عبر الزمن والتنقل بين الحاضر والماضي من خلال الفلاش باك لإجراء مقارنة بين ماكانت تعيشه وما هي عليه في الحاضر، ويتخلل العرض موسيقى تختلف باختلاف التيمات والأزمنة أضفت عليه جمالية كبيرة. عبد الرحيم النسناسي رئيس الفرقة ومخرج المسرحية، والذي اشتغل لأول مرة على نص مونودرامي أكد أن المرشومة لا يعبر بالضرورة عن المرأة والزواج وإنما عن كل إنسان مرشوم بحلم وبالحرية، فهناك بعض النساء مرشومات حتى وهن متزوجات، لذلك فدلالة "المرشومة" هي رسالة يفهمها كل شخص شاهد العرض حسب إمكانياته الفكرية والفلسفية. العرض المسرحي المغربي لاقى استحسانا كبيرا من طرف الجمهور والمهتمين بالشأن الفني بتونس، حيث كان هناك إجماع على تمكن الممثلة وموهبتها الكبيرة في الأداء.
