استحقت المرحلة الثالثة لطواف المغرب للدراجات التي ربطت بين مدينتي واد لاو والحسيمة على مسافة 185.5 كلم لقب "أم المراحل"، وذلك نظرا لصعوبة المسار الذي تميز بكثرة المرتفعات، الشيء الذي وضع الدراجين في تحد مباشر مع الطبيعة الجبلية لمدينتين تجمعان بين الطابع الجبلي وسحر البحر الأبيض المتوسط. المتتبعون لطواف المغرب هذه السنة أجمعوا على أن المرحلة الثالثة التي تعتبر ثاني أطول مرحلة من حيث المسافة، والأصعب من حيث المرتفعات، ستكون اختبارا حقيقيا لمدى قدرة الدراجين على التعامل مع خصوصية أحد أعرق طوافات افريقيا. وبالفعل، لم يجانب رهان المختصين على المرحلة الثالثة في قلب موازين ومعطيات اليومين الأول والثاني، الصواب، والنتيجة متصدر جديد لطواف المغرب 2019 على جميع الأصعدة. فالبلجيكي ايفرارد لوران من الفريق الجزائري "سوفاك" فرض ايقاعه على باقي الدراجين من خلال سيطرته على أقمصة المرحلة الثالثة، بانتزاعه للقميص الأصفر كمتصدر للترتيب العام ب12س 16د و12ث، وفوزه بالقميص الأبيض المنقط بالأحمر كأحسن متسلق، بعد أن حل أولا في النقطة الرابعة في الكيلومتر 92، والنقطة الخامسة في الكلم 110، والنقطة السادسة في الكلم 127، فضلا عن تفوقه في النقطتين الساخنتين في الكيلومترين 75 بمنطة الجبهة و168 بجماعة أيت كرمانة. كما تصدر ايفرارد ترتيب الدراجين حسب النقط ليحصل بالتالي على القميص الأخضر ب15 نقطة، فيما عاد القميص الأزرق لأحسن متسابق شاب للفرنسي يوياسيم ألان من الفريق الفرنسي "فاندي اي بيي دي لالوار". وحسب أحد أبرز رواد "الأميرة الصغيرة" بالمغرب، والمدير التقني للطواف، والجامعة الملكية المغربية للدراجات مصطفى النجاري، فإن مرحلة اليوم تعتبر من أصعب المراحل، حيث أن المتسابقين ظلوا في صراع دائم مع المرتفعات منذ الانطلاقة من مدينة واد لاو، حيث قطع الدراجون أكثر من مسافة 80 كلم من الصغود. وقد أثنى النجاري على أداء المتسابقين الذين جاءوا في مقدمة مرحلة اليوم، ومن بينهم ثلاثة مغاربة، وهم الزاهيري عبد الرحيم، وشكري المهدي، والطاهيري ياسر، الذين كانوا في الموعد، وهو مايفتح أبواب التألق أمامهم في المستقبل. الدراج السابق المغربي أشار أيضا إلى أن لقب طواف المغرب لسنة 2019 لن يخرج عن قائمة الدراجين الذين تفوقوا في مرحلة اليوم. ولم يفت النجاري الاشادة بالاجواء الاحتفالية التي ميزت مراحل طواف المغرب لحد الآن، وخصوصا الاستقبال الكبير الذي خصت به منارة المتوسط مرحلة اليوم. وتندرج الدورة ال32 لطواف المغرب للدراجات، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 5 إلى 14 أبريل الجاري، في إطار أجندة (أفريكا تور) الخاصة بالاتحاد الدولي للدراجات، حيث سيقطع المتسابقون في هذه التظاهرة الرياضية، حوالي 1673 كلم موزعة على عشر مراحل أطولها المرحلة التاسعة، التي ستربط بين مدينتي بني ملال ومراكش على مسافة 188.5 كلم. ونظمت أول دورة لطواف المغرب سنة 1937، وفاز بها الاسباني ماريانو كناردو، علما أن الفرنسي دافيد ريفيير توج بلقب الدورة الماضية. وييقى المغربي محمد الكرش أكثر الدراجين تتويجا بلقب طواف المغرب، بعد أن فرض سيطرته في العديد من المراحل في تاريخ الطواف، وتمكن من تصدر الترتيب في ثلاث مناسبات، سنوات 1960، و1964، و1965.