تعرض 18 عنصرا من القوات العمومية لإصابات متفاوتة استوجبت إحالتهم على المستشفى لتلقي الإسعافات والعلاجات الضرورية، وتكسير وتخريب 1200 كرسي المؤثثة لمدرجات الملعب الكبير بمراكش، وتوقيف العشرات من القاصرين مع تعرض بعضهم لإصابات صنف بعضها في خانة الخطيرة. تلك بعض النتائج التي أسفرت عنها أحداث الشغب التي أوقد نيرانها بعض المحسوبين على جمهور ومشجعي فريقي الكوكب المراكشي وأولمبيك آسفي, علما أن المباراة تابعها من المدرجات 5000 متفرج بينهم 1200 من أنصار الفريق المسفيوي, عملت فئة منهم على رفع بعض الشعارات التي مست بشكل مباشر سمعة عاصمة النخيل وسكانها إثر نعتهم بأقبح النعوت المخلة. عوادي الشغب امتدت إلى المحيط الخارجي للملعب، وعاتت تكسيرا وتخريبا في الممتلكات الخاصة والعامة من سيارات وحافلات وكل ما طالته حجارة المشاغبين، وهو ما أربك الأوضاع, وسبب في حالة خوف وفزع في صفوف المواطنين وأصحاب المحلات الموجودة على طول المسار الرابط بين الملعب والمجال الحضري لمدينة مراكش. الأجهزة الامنية التي تفاجأت بحجم الشغب جاهدت للحد من تنطع المتفلتين من كلا الجمهورين، وانطلقت في عمليات مطاردة لمحاصرة اعمال الشغب ومنع امتدادها الى فضاءات اوسع، ما مكن من لجم هذه الانفلالات وحصر اضرارها في حدود ضيقة. في البدء كانت مجرد مباراة رياضية في كرة القدم، جمعت زوال أمس الأحد بين الفريق المراكشي والقرش المسفيوي, برسم الدورة 14 من البطولة الاحترافية لاتصالات المغرب, احتضن اطوارها فضاءات الملعب الكبير بمراكش، وانتهت بهدفين مقابل هدف واحد لفائدة الفريق الضيف، غير أن التعصب ورعونة بعض القاصرين, الذين غصت بهم مدرجات الملعب من كلا الفريقين، انحرف بالمباراة عن منحاها الرياضي وزج بها في مستنقع التخريب وإراقة الدماء، ليتحول الأمر الى مواجهات وصدامات طالت أضرارها البشر والحجر، فعاتت تكسيرا وتهشيما في الكراسي البلاستيكية الموثثة للمدرجات بشكل مجاني، كما لم يتردد البعض في تحويلها الى أسلحة فتاكة عبر إلقائها على الطرف المقابل من جمهور الفريق المنافس أو عناصر القوات العمومية، ما حول الملعب إلى ساحة معركة حامية الوطيس، أسقطت العديد من الضحايا ما بين مصاب وجريح. انتقال المواجهات إلى خارج الملعب وامتدادها إلى الشارع, خلط الأوراق وأجبر العديد من الأبرياء على دفع فاتورة هذا الانفلات، وعرض ممتلكاتهم وسياراتهم إلى الكسر والتخريب، بعد أن قادهم حظهم العاثر إلى المرور أو عبور المنطقة في هذه اللحظة غير السعيدة. انقشع غبار الشغب عن تعرض 15 دركيا عنصر أمن وعنصرين من القوات المساعدة لإصابات متفاوتة استدعت نقلهم للمستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية، كما أصيب عدد من المدنيين أغلبهم من مشجعي الفريقين، فيما سجلت خسائر مادية جسيمة طالت أجهزة ومرافق الملعب الكبير قدرت قيمتها ب40 مليون سنتيم إضافة الى بعض السيارات والحافلات التي تعرضت واجهاتها الزجاجية للكسر والتهشيم جراء رشقها بالحجارة، فيما تم توقيف بعض المشتبه بمشاركتهم في هذه المواجهات الناجمة عن فورة التعصب الاعمى وطيش ورعونة المراهقة .