بعد ليلة طويلة ومرعبة امتزجت فيها مرارة الهزيمة برعب أحداث الشغب، انجلى صباح مدينة طنجة عن مشاهد لم يكن يتمنّى أيٌّ من ساكنة طنجة أن يراها. سيّارات مهشّمة ومقلوبة رأسا على عقب، لم تُستثنَ منها سيّارات الأمن، وممتلكات مُخرّبة وأحجار تملأ الطرقات، كانت نتاج ساعات طويلة من جنوح مراهقين استغلّوا الفوضى والكثرة التي كانوا يتحرّكون لها ليعيثوا في شوارع طنجة المؤدية إلى الملعب فساداً، عالمين أن إيقافهم عن غيّهم لم يكن بالأمر السهل. أكثر من خمسين مصابا عددُ المصابين تجاوز 50 شخصا، بين أفراد قواتٍ مساعدة ورجال أمن ومدنيّين، نُقلوا جميعا إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، دون أن تكون بينهم إصابة خطيرة لحسن الحظ. إرهاصات الكابوس بدأت مباشرة بعد تسجيل هدف التعادل من طرف فريق المغرب الفاسي، حيث طفق محسوبون على الجمهور الطنجاوي يرمون ما تقع عليه أيديهم من كراس وقنينات إلى أرض الملعب، لتصيب من تصيب بشكل عشوائي. من جهته، طوّق الأمن بشكل كامل جماهير "الماص" التي نزلت للاحتفال على أرض الملعب، تجنّبا لأي احتكاكات ثنائية مع جماهير الاتحاد والتي كانت ستكون عواقبها أكثر بشاعة ولا شكّ. وبمجرّد خروجهم من الملعب، بدأ عددٌ من المراهقين الغاضبين بسبب الهزيمة في تفريغ جامّ غضبهم على كل ما تطاله أيديهم. وكانت السيارات هي الأكثر استهدافا، حيث انهالوا عليها بالأحجار وبأقدامهم حتى هشّم الكثير منها والتي بلغ عددها حوالي 20 سيّارة. انتشار الخراب تدخّل الأمن، بعد هذه الفوضى، تحوّل إلى مواجهات مع مئات من المراهقين الذين قاموا بإصابة عدد من أفراد القوات المساعدة قبل أن يقوموا أيضا بقلب بعض سيارات الأمن وتهشيم زجاجها وهياكلها. ولم يكن موقف سيارات ملعب طنجة الكبير كافيا، حيث جابت "مسيرة الرعب" الطريق المتوجهة نحو قلب المدينة لتصل إلى أحياء مسنانة والزياتن والرهراه. وكأن تهشيم السيارات ومواجهة الأمن لم يكن كافيا، لينتقل الهجوم إلى المرافق العامّة، حيث وجد المخرّبون أمامهم مبنى "بيت الصحافة" الذي يقع على الشارع الرئيسي بمنطقة الزياتن، لتطاله حجارتهم ويقوموا بتخريب واجهته. واستمرّت هذه الفوضى لما يقارب الساعات الثلاث قبل أن يعود الهدوء من جديد إلى المناطق المستهدفة بالتخريب العشوائي، ويعلن الجمهور الطنجاوي العاشق للكرة تبرّؤه مما حدث، مطالبا – من خلال وسائل التواصل الاجتماعي – بمزيد من الصرامة والأمن في حقّ هؤلاء المراهقين. توقيف 23 شخصا أسفرت العمليات النظامية التي باشرتها مصالح ولاية أمن طنجة، على خلفية أعمال الشغب التي شهدتها مباراة كرة القدم بين اتحاد طنجة والمغرب الفاسي، مساء أمس الأربعاء، عن توقيف 23 شخصا، من بينهم 9 قاصرين، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال العنف والشغب المرتبط بالتباري الرياضي. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن أعمال الشغب خلفت أضرارا مادية بسبعة سيارات تابعة لقوات حفظ النظام، و12 سيارة خاصة جراء رشقها بالحجارة، فضلا عن إصابة ثمانية عناصر من القوات العمومية بإصابات متفاوتة الخطورة. وأضاف البلاغ أنه تم تقديم الإسعافات الضرورية للأشخاص المصابين، بينما تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم على التوالي تحت تدبير الحراسة النظرية بالنسبة للرشداء، وتحت المراقبة بالنسبة للقاصرين، وذلك رهن إشارة البحث الذي تباشره المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة تحت إشراف النيابة العامة المختصة.