تستمر فعاليات الدورة الثالثة للقمة الإفريقية للتجارة والاستثمار، منتدى إفران، اليوم الجمعة 30 نونبر، وخصصت أشغال اليوم الثاني والأخير للمنتدى، لعقد ثلاث جلسات عامة حول مواضيع متعددة لمناقشة أبرز التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية. وناقش خمسة من خبراء قطاع الطاقة والاستثمار، ضمن الجلسة العامة الأولى، موضوع " الاستقلال الطاقي والكفاءة الطاقية في إفريقيا: تسخير إمكانات القارة غير المحدودة، و تبني استراتيجيات طموحة ". وفي هذا الصدد أكدت الكاتبة العامة للوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، سونيا مزور، على أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، وذلك بإطلاقه لمشاريع ضخمة في إطار الرؤية الاستراتيجية الجديدة لأفق 2030. وأضافت مزور، خلال مداخلتها، أن القارة الإفريقية لا تزال تعاني من ضعف التغطية الطاقية لاسيما الكهرباء، وأشارت إلى أن تونس رائدة في مجال التغطية الكهربائية ويمكن تعلم الكثير من تجربتهم، وأضافت الكاتبة العامة أن إطلاق دينامية تنافسية لتنمية الطاقات المتجددة وعلى مستوى القارة الإفريقية يقوم على هدف جعل الطاقات المتجددة رافعة حقيقية للنمو الشامل. كما دعت المتحدثة ذاتها، إلى تكثيف الجهود لإيجاد حلول فعالة لتعميم التغطية الكهربائية على كافة ساكنة القارة السمراء، والاعتماد على الطاقات المتجددة لما لها من ايجابيات على السلامة الصحية والاقتصاد. وبالمناسبة ذاتها، أكد ممثل نيجيريا، أن بلده يحاول اعتماد الطاقة الشمسية غير أنه عانى من العديد من التحديات، من قبيل عدم رغبة الأشخاص بدفع الفواتير ومشكل تخزين الطاقة. ودعا المتحدث ذاته إلى التفكير خارج الصندوق لكون الحلول التقليدية لن تنفع، معززا وجهة نظره بإبراز نقط الاختلاف بين نموذج الطاقة الشمسية بالولايات المتحدةالأمريكية ( شركة تيسلا )، وبين النمادج المعتمدة بالقارة الإفريقية والتي لا تزال تعاني. ومن جانبه، تحدث الخبير بقطاع الطاقة، وممثل دولة تونس خلال المناظرة، عن تجربة بلده في مجال الطاقات المتجددة، الاستقلال الطاقي والتغطية الكهربائية. وأشار إلى أن تونس حالها كحال المغرب تستورد 90 في المائة من الطاقات الأولية، لهذا كان على البلدين البحث عن سبل وحلول جديدة لتقليص التكلفة الطاقية. وأكد المتحدث ذاته على أن أهمية القطاع الخاص في مجال الطاقة، وقال بن يوسف: " إن القطاع الخاص يمثل ثروة في مجال الطاقة وعلينا كرجال أعمال أن نفسر ونقنع الحكومات الإفريقية بذلك ". واجمع الخبراء المشاركون بأشغال الجلسة العامة الأولى، على الأهمية البارزة التي يشكلها القطاع الطاقي ودوره في تحقيق التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية، مبرزين ضرورة العمل على إيجاد حلول فعالة لتوفير الطاقة الكهربائية للقرى الإفريقية. وبجانب المناظرة السابقة حول التحديات الطاقية بالقارة، شهد اليوم الثاني والأخير لمنتدى إفران، انعقاد جلستين أخريين، تناولت إحداهما موضوع: " الشراكات بين القطاعين العام والخاص، رافعة لتنفيذ مشاريع الهيكلة في القارة ". وأكدت خلالها الكاتبة العامة للوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، سونيا مزور، على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى، نظرا لما يتمتع به القطاع الخاص من إمكانيات وخبرة تمكنه من تنزيل البرامج وتنفيذ الأشغال والمشاريع الهيكلية، بكيفية سريعة وسلسة. في حين خصصت الجلسة العامة الثالثة والأخيرة، لموضوع: " البنية التحتية والخدمات اللوجستية: التحديات الكبرى "، وطرح خلالها خمسة من خبراء قطاع الاستثمار وكبار المقاولين بإفريقيا وجهات نظرهم بخصوص البنيات التحتية بالقارة السمراء. وقال نائب رئيس كوناكت الدولية، ورجل الأعمال التونسي، عصام بن يوسف، ضمن مداخلته: " إن غياب أو ضعف البنيات التحتية، من مطارات وطرق وتجهيزات ... يتسبب في ضياع الوقت والمال "، وشدد بن يوسف على ضرورة توجه الحكومات الإفريقية إلى تسريع وثيرة تطور الأشغال المرتبطة بالبنيات التحتية لأنها أساس الاقتصاد والاستثمار. وأكد المتدخلين ضمن الجلسة ذاتها، بمشاركة المرشح السابق للانتخابات الرئاسية سنة 2016 بجزر القمر، سليم سعدي، على أن إفريقيا لا تزال متأخرة، ولا يمكن التحدث عن تطور ونمو الاقتصاد الإفريقي دون توفير بنيات تحتية تشجع المستثمرين الأجانب والسياح على القدوم، وخلص الخبراء إلى ضرورة توجيه الاستثمار في شطره الأول إلى توفير البنيات التحتية من مطارات وطرق وخدمات وكذا النصوص القانونية والسياسات الجبائية، لأنها مفتاح تشجيع الاستثمار. وعلى خطى اليوم الأول لمنتدى إفران، عرف اليوم الثاني والأخير تنظيم ورشتي عمل بالموازاة مع الجلسات العامة، خصصت الأولى لاجتماعات المقاولين، لفهم أفضل لمشاريعهم، بينما تناولت الورشة الثانية توقيع مذكرات واتفاقيات بين المقاولين. وشهد حدث منتدى إفران، المنظم يومي 29 و30 نونبر الجاري بشراكة مع جامعة الأخوين بإفران والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، مشاركة أزيد من 200 شخصية، من صناع السياسة والمقاولين الاقتصاديين قادمين من 25 دولة أفريقية مختلفة. وتناول المشاركون بالمنتدى، من خبراء وطاقات وفاعلين بالقطاع الاقتصادي، طيلة يومي التظاهرة، خلال ست جلسات عامة، أربعة مواضيع أساسية تركز على 4 قطاعات أعمال ذات إمكانات عالية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي تشكل اليوم التحديات الكبرى للقارة: الصناعة، الطاقات المتجددة، السياحة وأخيراً البنى التحتية والخدمات اللوجستية، وسعى المشاركون ضمن نقاشهم إلى الخروج بتوصيات فعالة للنهوض باقتصاديات دول القارة السمراء و تغيير النظرة النمطية حول إفريقيا.