أثارت دعوة الجزائر الى اجتماع وزراء الاتحاد المغاربي العديد من ردود الفعل. وفي هذا الصدد قال محمد الزهراوي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض أن "خلفيات دعوة الجزائر إلى اجتماع وزراء خارجية دول المغرب العربي بالنظر إلى سياق الدعوة الجزائرية, تأتي بعد مرور ما يقارب أسبوعين من الدعوة التي وجهها ملك المغرب بمناسبة ذكرى 43 للمسيرة الخضراء، إلى الجزائر للدخول في حوار مباشر بين البلدين لتجاوز حالة الجمود التي تطبع العلاقة بين البلدين". وأضاف أن "الدعوة الجزائرية مليئة بالدلالات والخلفيات، ويمكن إجمالها في ثلاث : الأولى، الدعوة الجزائرية هي رد مبطن على رفض الدعوة الملكية، لأن دعوة اجتماع وزراء خارجية دول المغرب العربي يأتي خارج السياق وبمثابة هروب إلى الأمام، لاسيما وأن تعطيل وجمود اتحاد المغرب العربي يرتبط أساسا بالصراع المغربي الجزائري". أما الثانية، حسب الزهراوي، فهي أن "الجزائر من خلال التردد والصمت إزاء الدعوة المغربية، والرد بطريقة غير مباشرة من خلال دعوة إلى اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، تحاول أن تطرح مبادرة بديلة لتجاوز المبادرة الملكية". أما الدلالة الثالثة فيه أن "الجزائر تسعى من خلال هذه المناورة إلى رمي الكرة الى أطراف أخرى غير معنية بغية التملص من المسؤولية التاريخية والإحراج الذي سببته الدعوة الملكية، فدعوة وزراء خارجية جهاز صوري ومعطل هو اتحاد المغرب العربي، ما هي إلا محاولة لإقبار المبادرة المغربية وصرف الأنظار عنها".