بحلول ال 17 من فبراير تكون قد مرت 25 سنة على ميلاد اتحاد المغرب العربي، الذي رأى النور بمدينة مراكش في مثل هذا اليوم من سنة 1989،وسط أنباء عن قرب عقد قمة لقادة الدول الخمس، بعد الاجتماع الذي احتضنته العاصمة الليبية طرابلس نهاية الأسبوع الماضي. وبهذه المناسبة وجه جلالة الملك رسالة إلى قادة الدول الخمسة، جدد من خلالها حرص المغرب على دعم كل المبادرات التي تضمن استمرارية اتحاد المغرب العربي وتجسيد حيويته كإطار وحدوي. وقال جلالة الملك في رسالته إن حلول هذه الذكرى الخالدة بقدر ما تثيره فينا دلالاتها الوحدوية العميقة من فخر واعتزاز، لتساءلنا جميعا عما بدلناه من جهود في سبيل صيانة هذا المكتسب التاريخي الكبير وتجسيده وفق أهداف معاهدة مراكش كاتحاد مغاربي متماسك ومتضامن يستجيب لطموحات شعوبه إلى المزيد من التكامل والاندماج». وجدد جلالة الملك، بمناسبة الذكرى الفضية لميلاد اتحاد المغرب العربي، التأكيد على حرص المملكة المغربية الدائم على تجسيد أحكام ومنطوق مبادئ الإتحاد المغاربي ودعم كل المبادرات التي تضمن استمراريته وتجسيد حيويته كإطار وحدوي لا محيد عنه لرفع التحديات الجماعية التي تواجه شعوبنا والانخراط في سيرورة التكتلات السياسية والاقتصادية القوية التي تلفظ الكيانات الوهمية ولا تعترف إلا بالمرتكزات الوحدوية والثوابت الوطنية الضاربة جذورها في عمق التاريخ. وذكرت مصادر عديدة أن المغرب عرض استضافة قمة لقادة دول المغرب العربي الخمسة، دون تحديد تاريخ محدد لهذه القمة، التي سيكون على جدول أعمالها إحياء الاتحاد الذي لم تعقد أي قمة من هذا النوع منذ حوالي عقدين من الزمن. وجاء دعوة المغرب لاحتضان قمة قادة دول المغرب العربي الخمسة، التي تضم كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، بعد اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد المنعقد السبت الماضي بطرابلس العاصمة، والذي شارك فيه كل رؤساء دبلوماسية البلدان الخمسة، والذين توجوا اجتماع مجلسهم الوزاري بالدعوة إلى ضرورة تطوير المنظومة المغاربية وتقوية العلاقات الاقتصادية والأمنية والسياسية وترك الخلافات جانبا والبحث عن نقاط مشتركة بين الدول الأعضاء لتعزيز التكامل المغاربي. واعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد بطرابلس أن هذا الاجتماع يعد مناسبة سانحة لتقييم خمس وعشرين سنة من تأسيس اتحاد المغرب العربي ، ووصف حصيلة الاتحاد بأنها «لا ترقى إلى طموحات شعوب البلدان الخمسة»، وأضاف «كل وقت نضيعه تضيع فيه إمكانيات دولنا و آمال شعوبنا في التنمية والأمن والاستقرار». وشدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون على أن شعوب المغرب العربي ليست بحاجة إلى خطابات الطمأنينة، داعيا إلى التقييم الموضوعي للسنوات الماضية، في اتجاه تبني رؤية جديدة لعمل اتحاد المغرب العربي، تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات السياسية والجيوستراتيجية التي تشهدها المنطقة المغاربية. وجدير بالذكر أن قمة الاتحاد لم تعقد منذ 20 سنة، وكانت آخر قمة عقدت في تونس سنة 1994 دخل بعدها الاتحاد في حالة جمود، نتيجة الخلاف بين المغرب والجزائر على خلفية ملف الصحراء بالخصوص. وعادت آمال إحياء اتحاد المغرب العربي عقب الدعوة التي وجهها الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، في مارس 2011، بعد الزيارة التي قام بها إلى عواصم البلدان الأعضاء، وإعلان استعداد بلاده لاحتضان قمة القادة تعقد في خريف نفس السنة، إلا أن هذه القمة لم يكتب لها أن تنعقد.