فيما صدرت تصريحات من كل دول العالم مرحبة بالخطاب الملكي، لم تصدر الجزائر، لحد الساعة، أي رد رسمي بشأن دعوة جلالة الملك للحوار وفتح الحدود. وربطت وسائل إعلام جزائرية، هذا الصمت، وفق تصريحات دبلوماسيين جزائريين ومسؤولين، إلى رغبة الدبلوماسية الجزائرية التروي والريث قبل اتخاذ أي خطوة، وهو ما يفسر تأخر ردها على دعوة أطلقها جلالة الملك لحل الملفات العالقة بين البلدين. ونقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة، إبراهيم بولحية، قوله إن خطاب الملك محمد السادس لن يضيف أي شيء لمشهد العلاقات الثنائية بين البلدين، ويرى أن النقاط المهمة في هذا الموضوع هو مدى استجابة المغرب لشروط كانت الجزائر قد وضعتها في وقت سابق لإعادة بعث العلاقات من جديد. من جانبه قال الوزير السابق المكلف بالجالية حليم بن عطا الله، إن تصريحات ملك المغرب تعتبر تحولا إيجابيا، ويصب في الموقف الجزائري وعلى السلطات الجزائرية استغلال هذه الفرصة. و أوضح الوزير الجزائري السابق أن ملك المغرب انتقل من مرحلة " التهجم " و" التهديد " في خطابه إلى مرحلة جديدة أبدى فيها استعداده لفتح الحوار مع الجزائر بخصوص كل الملفات العالقة. وتوقع أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الجزائر، ناصر جابي، وفق ذات المصادر الإعلامية، إمكانية أن تقبل الجزائر نظريا بدعوة الملك الجديدة للحوار خاصة وأن لهجة هذا الخطاب " بناءة " على عكس تصريحات أخرى في السابق. دعوة العاهل المغربي للحوار وفتح الحدود يقابلها أيضا صمت سياسي، ولحد الآن لم يكشف أي حزب سياسي في البلاد عن موقفه من هذه الدعوة رغم أن صداها امتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتباينت ردود فعل النشطاء بين مرحب بها ومحذر منها. وقال القيادي في حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد، ناصر حمدادوش، في تصريح صحفي " نعتبر خطاب الملك توجّها إيجابيا، وتحوّلا استراتيجيا وشجاعة سياسية في تبني لغة الحوار الثنائي وفي جميع الملفات العالقة، ونتمنى ألا يكون اضطراريا أو ظرفيا أو عاطفيا ". وثمن المتحدث " هذا التوجه الرسمي ومن أعلى المستوى في التمثيل الديبلوماسي "، وأضاف حمدادوش قائلا " لا يُعقل الاستمرار في الصبغة العدائية وتضييع الفرص كشركاء وعلاقات تتجاوز حسن الجوار، الذي يصبّ في صالح الطرفين، ومكونات المغرب العربي، لأنه قدرٌ تاريخي لا مفرّ منه بيننا ".