تفاعل جزائريون بطريقة إيجابية مع دعوة ملك المغرب محمد السادس الجزائر للحوار المباشر لإنهاء الخلافات التي تعيق العلاقات بين البلدين، في حين لم يصدر من السلطات الجزائرية أي رد رسمي على دعوة ملك المغرب، التي جاءت في خطابه الثلاثاء بمناسبة الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء. وتتسم العلاقات بين الجزائر والمغرب بالجفاء منذ عقود، ويتجلى ذلك في استمرار غلق الحدود البرية بينهما منذ عام 1994، وتبادل التهم بين مسؤولي البلدين بين الفينة والأخرى، خاصة في ما يتصل بملف الصحراء الغربية. ورأى بعض رواد مواقع التواصل بالجزائر أن دعوة محمد السادس “خطوة جريئة لإنهاء حالة الجمود في العلاقات”. وفي هذا السياق، يقول الإعلامي والمحلل السياسي الجزائري عبد العالي رزاقي إن دعوة ملك المغرب “مهمة، ويجب أن ترحب بها الجزائر “. وأضاف رزاقي في تصريح لموقع “الجزيرة نت” أن “دعوة العاهل المغربي للحوار المباشر عن طريق خطاب غير مناسب لأن هناك قنوات رسمية، كان من المفروض اتباعها”. في حين يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تيزي وزو محمد عمرون أن الأهم هو “محتوى الدعوة وليس الطريقة التي صدرت بها”. ويقول الإعلامي الجزائري رزاقي إن الخوض في موضوع العلاقات الجزائرية المغربية كان ممنوعا على المحللين في الجزائر، إلا أنهم تلقوا الضوء الأخضر قبل أيام من جهات رسمية سمحت بإبداء الرأي في وسائل الإعلام. ونبّه المتحدث نفسه إلى أن هذه الخطوة هي إبداء رأي المحللين في العلاقة الثنائية، وليس الرأي الرسمي للسلطات الجزائرية. ويعتقد رزاقي أن خطاب ملك المغرب بشأن تجاوز جمود العلاقات الثنائية خطاب موجه لخليفة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي تنتهي ولايته الرئاسية في أبريل 2019. وتعد قضية الصحراء المغربية أبرز الملفات الشائكة بين الرباطوالجزائر، لدرجة أن المغرب طالب سابقا بأن تكون الجزائر طرفا في المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة لحل النزاع، في المقابل أصرت الجزائر على أن تقتصر هذه المفاوضات على الطرفين الرئيسيين في النزاع، وهما المغرب وجبهة البوليساريو. ومن المنتظر أن تعقد في الخامس والسادس من دجنبر المقبل جولة حوار مباشر بين المغرب والبوليساريو، بحضور الجزائر وموريتانيا كدولتين ملاحظتين من أجل تسريع التفاوض لحل النزاع.