نفى الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، الأخبار التي نقلتها بعض وسائل الإعلام في شأن وساطة سعودية بين الجزائر و المغرب لفتح الحدود بين البلدين و تطبيع العلاقات الثنائية بينهما و اعتبرها مجرد حديث إعلام يتردد بين الحين والآخر. و شدد عمار بلاني على أن الجزائر والمغرب جارتان شقيقتان و لاتوجد مشاكل أو عداوة بينهما فضلا على أنهما مرتبطان بعلاقات هادئة وقنوات دبلوماسية، تتضمن برنامج لتبادل زيارات بعض الوزراء من كلا الدولتين، في إشارة منه إلى أن العلاقة بين المغرب والجزائر لا تحتاج لوساطة، وبالتالي الوساطة السعودية غير واردة حاليا، و فيما يتصل بقضية الصحراء المغربية التي تنغص العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين أكد المسؤول الجزائري أنها تأخذ مسارها في إطار الأممالمتحدة. وكانت وسائل إعلام مختلفة قد تعرضت نهاية الأسبوع الى أنباء حول وساطة سعودية بين المغرب والجزائر جار التحضير لها، لإعادة فتح الحدود المغلقة بين الجارين الشقيقين، ونقلت ذات المصادر أن هذا اللقاء من المحتمل أن يعقد بالرياض، وأن السلطات السعودية أصرت على ما وصفته ب تسوية الملفات العالقة بين المغرب والجزائر، وأن لقاء جزائريا مغربيا يتوقع عقده بالمملكة العربية السعودية خلال الأسابيع القليلة القادمة، وأكدت ذات المصادر حينها أن اللقاء المرتقب سيبحث إعادة الاتصال بين البلدين لتسوية الملفات العالقة ووضع أسس جديدة للتعاون بين البلدين على ضوء ما تعرفه منطقة المغرب العربي من تحولات خاصة في تونس وليبيا، وزعمت وجود اتصالات جارية من أجل عقد لقاء بين البلدين يبحث في العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي، خاصة بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي وما أفرزته أول انتخابات تونسية بعد سقوط نظام بن علي من فوز لحزب النهضة ذي التوجهات الإسلامية. كما أشارت إلى أن الوساطة ستشمل مواضيع فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ صيف 1994 والتعاون الأمني، خاصة بعد النشاط المتزايد للارهاب في منطقة الساحل ، وتعزيز التحول الديمقراطي السلمي والإصلاح السياسي مع الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الخاصة لكل بلد مغاربي . و كان الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الافريقية قد أكد الجمعة الماضي تمسك بلاده ببناء صرح اتحاد المغرب العربي الذي تمليه علاقات الجوار ووحدة المصير و متطلبات العمل المشترك في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة في عالم تطبعه التكتلات الكبرى و هو ما أعتبر في الأوساط السياسية بمثابة رد جزائري رسمي على مبادرة مغربية وجهت للجزائر بصفة خاصة تضمنها الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى السادسة و الثلاثين المسيرة الخضراء تدعو الى انبثاق نظام مغاربي جديد يتجاوز الانغلاق والخلافات العقيمة، ليفسح المجال للحوار والتشاور.