مسيرة سلسة. بهذا وصف مجموعة من المكفوفين المسيرة التي نفذوها يومه السبت 13 أكتوبر 2018 . المسيرة، دعت إليها التنسيقية الوطنية للمكفوفين وضعاف البصر، و انضم لها عشرات المكفوفين من حملة الشهادات العاطلين، جابت شوارع بقلب العاصمة الرباط، انطلاقا من أمام مقر وزارة التضامن والأسرة والمساواة والتنمية الاجتماعية بشارع ابن سينا و وصولا إلى شارع محمد الخامس حيث مقر البرلمان. مسار طويل تجشم عناء قطعه المتظاهرون. وغالبوا التعب كما تحدوا أشعة الشمس الحارقة. كل هذا في سبيل التنديد بوفاة زميلهم صابر الحلوي، الذي لقي حتفه سقوطا من فوق سطح مبنى وزارة التضامن والأسرة والمساواة والتنمية الاجتماعية مساء الأحد 7أكتوبر 2018. وخلال مسيرتهم، التي حملت اسم "مسيرة الشهيد صابر الحلوي"، هذه رفع المحتجون العقيرة مطالبين بإقالة الوزيرة بسيمة الحقاوي، تماما كما هو شعار المسيرة، مع تحميلها مسؤولية موت زميلهم صابر الحلوي. ورددوا مطالبهم متمثلة أساسا في التوظيف المباشر تفعيلا للمحاصصة التي تخصص لذوي الاحتياجات الخاصة نسبة 7في المائة من مناصب الشغل في الوظيفة العمومية. كما أنهم نددوا بما وصفوه "الإقصاء والتهميش"الذي تعانيه فئتهم، التي قالوا إنها "خارج برامج واهتمام الحكومات المتعاقبة" يؤكد مكفوف للجريدة. ويضيف متهكما :"نعجب لحكومة العثماني وقبلها ابن كيران، كلتاهما لم تُنصفنا ولم تهتم بملفنا والحقاوي تصم أذنيها وتُغلق عينيها عن أوضاعنا المزرية. والحال أنهم قبل وصولهم الى مقاليد الحكومة كانوا يستغلون ملفنا والأسئلة التي كانوا يطرحونها في البرلمان وهم مجرد نواب تؤكد هذا الكلام .. فليعودوا إلى تلك التسجيلات ويراجعون ذواتهم في تعاطيهم مع ملفنا ". وبينما كانت المسيرة تأتي على نهايتها، والمكفوفون يتنفسون الصعداء ويحاولون الالتقاط بعض الأنفاس، كان زملاءهم، الذين ظلوا مرابضين أمام مقر وزارة التضامن والأسرة، يتلقون عصا أفراد القوات المساعدة لأجل إجلائهم من أمام مبنى الوزارة. على الرابعة زوالا تقريبا، انهالت العصي على المكفوفين المعتصمين أمام مقر وزارة بسيمة الحقاوي بشارع ابن سينا . تعالى الصياح والصراخ . ولنصف ساعة وما يزيد تواصل التدخل الأمني بعنف. وازداد الوضع حدة عندما شرعت مجموعات المكفوفين تعود إلى أمام مقر وزارة الحقاوي.