يلقي انتشار وباء الكوليرا في عدة ولايات بالجزائر، بظلاله على الدخول المدرسي المرتقب خلال أيام قليلة وسط مخاوف التلاميذ وأوليائهم من أن تتحول المدارس إلى بؤر خطيرة لانتشار المرض المرعب. ودعت وزيرة التربية الوطنية الجزائرية مدراء المؤسسات التربوية على المستوى الوطني إلى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية التلاميذ والوسط التربوي من وباء الكوليرا وذلك من خلال تدعيم قواعد النظافة بصيانة وتطهير الخزانات والصهاريج ودورات المياه تحسبا للدخول المدرسي المقبل. وتواجه حكومة رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحي، انتقادات لاذعة بسبب فشلها في محاصرة أمراض كشفت في وقت سابق أنها تمكنت من القضاء عليها، في وقت لا تزال موجودة في البلاد. واهتزت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار خبر عودة مرض الكوليرا بمنطقة بوفاريك في البليدة، وعبر نشطاء ومختصون في الصحة العمومية عن غضبهم من عودة هذا الوباء الذي يعد مؤشرا على غياب الرقابة الصحية. ونشر بعضهم صور تدل على غياب النظافة في بعض الأحياء السكنية وأرفقت بتعليقات عديدة على غرار " شاهد صور الجزائر العميقة.. الكوليرا منتشرة حولنا في كل مكان ولا حياة لمن تنادي ". وغرد أحدهم " انتشار مرض الكوليرا في الجزائر يعتبر فضيحة بكل المقاييس، لأنه ينتشر فقط في البلدان الفقيرة و ليس في بلد ينتج مليون و ستة مائة الف برميل نفط يوميا و مازال شعبها يعاني من تلوث المياه الصالحة للشرب و ابسط مقومات الحياة الكريمة و مع ذلك فهم يدعون انهم يعيشون في رفاهية". وقال آخر "أمراض القرون الوسطى تضرب الجزائر". وكان أهم ما أثار غضب الجزائريين تصريحات مدير معهد باستور المختص في إجراء التحاليل والتشخيص، التي قال فيها إن الجزائر مثل الكثير من الدول التي سجلت هذه السنة عدد من الإصابات بداء الكوليرا على غرار اليمن والنيجر. ودق من جهتهم مختصون في الصحة العمومية ناقوس الخطر، وقال في الموضوع الدكتور فتحي بن أشنهو، في تصريح صحفي له إن قلة أو انعدام النظافة وراء انتشاء هذا الوباء القاتل. وحمل المتحدث المسؤولين عن الصحة العمومية المسؤولية عن ذلك. وحسب تعبيره، فإن «المكلفين السهر على الصحة العمومية للمواطن يقومون بعملهم من خلف المكاتب، فتحولت مهمتهم لمهنة إدارية وليست ميدانية».