على مدى السنوات الأخيرة تزايدت النداءات من طرف مواطنين وفعاليات مختلفة لإعادة العمل بالخدمة العسكرية أو ما يُعرف بين المغاربة ب"التجنيد الإجباري" الذي ينتشل 0لاف الشباب من الخمول والكسل والتراخي إلى الحيوية والكفاءة والحماس والوطنية الحقة. هذه النداءات لم تأت من فراغ ولا بتلك البساطة في القراءة؛ وإنما انطلاقا من قناعة راسخة لدى أجيال من المغاربة بأن الخدمة العسكرية تجعل من شباب البلاد "رجالا" حقا، وتمنحهم فرصة سانحة لحياة أفضل في مغرب أكثر قوة وأشد صلابة. الذين يدافعون على هذا الطرح، وأغلبهم من أجيال عايشت أو سمعت عن الخدمة العسكرية بشكل صحيح، يعرفون حق المعرفة أن لهذا للمشروع الوطني مزايا كثيرة، أبرزها تنمية روح المواطنة وجعل كثير من الشباب مستعدين للدفاع عن الوطن والمساهمة في نشر السلم والسلام، إضافة إلى جعلهم في صلب التنمية الشاملة للمغرب. وإذا كان الوطن في مقدمة الاهتمام فإن الشاب الذي بالتأكيد بدون عمل أو غير قادر على العمل، يصبح بعد الخِدمة، ممتلكا لتكوين مهني في عدة حرف تجعله بكفاءة مهنية تمكنه من العمل بعد انتهاء الخدمة العسكرية بأقل جهد ووقت، خاصة وأن المجتمع للمغربي بدأ يسير نحو جيل في أغلبه بدون كفاءات وتكوين مما يجعله يضيع الكثير من الفرص. وتساهم الخدمة العسكرية التي يستعد المغرب لتطبيقها، في تبادل الخبرات والمعارف والمهارات في مجالات متنوعة بين شباب من مناطق مختلفة من ربوع المملكة المغربية المتنوعة الاعتماد على النفس والتغلب على الصعاب وتجاوز حالة الخمول والكسل التي يعيشها بعض الشباب، كما أنها تلعب دورا محوريا في توطيد أواصر الأخوة والتعاون ونبذ العصبية الجهوية التي يمكن أن تكون حاضرة بشكل او ب0خر بين أبناء الوطن. ومن محاسن الخدمة العسكرية التي قرر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وضع مشروع قانونها على طاولة النقاش يوم الاثنين 20 غشت الجاري، خلال أشغال المجلس الحكومي، أنها تشجع على مواصلة الدراسة لأنها تفرض على المنقطعين مباشرة، ما يعني أنها ستساهم بشكل كبير في رفع المستوى الدراسي والوعي العام في البلاد وكانت هذه الخدمة التي تم حذفها سنة 2007، مفروضة على المغاربة مابين 18 و40 سنة بحسب التراتب والاحتياجات والمناصب، ويعفى منها وحيد الأسرة أو في حال إعالة الأسرة، وتدوم لمدة 18 شهرا، تتوزع بين فترة التكوين العسكري وفترة التكوين التقني والمهني. كما شملت الخدمة العسكرية في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينات عددا من الشباب الذين فشلوا في الدراسة، يتلقى خلالها بعضهم تقنيات استعمال السلاح الخفيف والثقيل، فيصح جاهزا للادماج للدفاع عن حوزة الوطن عند الضرورة.